يتنافس تطبيقا «جراب» و«جوجيك» وقد تأسس كلاهما من قبل خريجي كلية هارفارد للأعمال فى 2010 لتصل قيمتهما إلى ما يزيد على 10 مليارات دولار وبدأ كلاهما بطلبات ركوب السيارة قبل التوسع ليشمل شركات الخدمات اللوجيستية الأخرى مثل عمليات تسليم البضائع وطلب الطعام بيد أن الخدمات المصرفية للجماهير باتت قصة نجاح أخرى.
وتوسع «جوجيك» وهو يحمل اسم إندونيسى «أوجيك» يعنى دراجة بخارية أجرة ليتجاوز إندونيسيا فى عام 2018 إلى فيتنام وتايلاند أى بعد 8 سنوات من دخوله الخدمة ووصل فى يناير الماضى إلى سنغافورة.
فى المقابل اخترق تطبيق «جراب» الذى تأسس فى ماليزيا عام 2012 أربع دول هى كمبوديا وماليزيا وميانمار والفلبين.
فى البداية قام التطبيقان ببساطة بتوصيل العملاء والسائقين معاً والدفع نقدًا فسكان جنوب شرق آسيا لا ينتمون للقطاع المصرفى بنسبة 75-%80 مما يبعدهم عن التعامل غير النقدى.
وتغير الوضع تماماً بعد ما يقرب من عقد من الزمان فالسائقون فتحوا حسابات بنكية لأنفسهم للحصول على ائتمان من داخل التطبيق ويمكن للركاب دفع أموال إضافية علاوة على أجرتهم ويطلبون من السائق إضافتها إلى رصيدهم فى التطبيق للسداد فيما بعد إلكترونياً.
وفى الآونة الأخيرة، مكن التطبيقان أطرافاً ثالثة مثل الأكشاك والمتاجر باستخدامها كمحافظ مالية ويسجل تجار التجزئة أنفسهم على التطبيق لقبول مدفوعات عبرهم باستخدام الرصيد المدخر للركاب لسداد المشتريات وليس فقط للخدمات المقدمة من خلال تطبيقاتهم.
ولكن أكبر عقبة أمام التطبيقين هى ضعف الإقبال من تجار التجزئة فهما بحاجة للاقتناع بأنها مصدر ربح إضافى خاصة وأن البيانات تشير إلى أن مستخدمى تطبيق «جراب» ضاعفوا معاملاتهم غير النقدية لتصل %30 من خدماته كما حدث مع قطاع طلبات الطعام خاصة أن الدفع من خلال Grap Pay أقل تكلفة.
وتطور الأمر إلى تمويل قروض الشركات الصغيرة والتأمين الأصغر وتساعد بيانات المعاملات فى تحديد جدارة العميل للحصول على الائتمان وتحديد قيمته المناسبة مع إمكانية استقطاع الأقساط من خلال رصيد الشخص فى تطبيق «جراب» مما يقلل من خطر التخلف عن السداد.
وتدرس شركة «جراب» بفضل وجودها على مستوى المنطقة تنفيذ التحويلات المالية عبر الحدود برابطة دول جنوب شرق آسيا لتمكين أى مستهلك من شراء أى شئ عبر الإنترنت أو دون الاتصال بالإنترنت والوصول إلى أى خدمة مالية فى أى وقت وأى مكان.
من جهته يعتقد أدى هاريوبراتومو الرئيس التنفيذي لشركة «Go-Pay» أن الطريقة الصحيحة للتفكير فى ذراع الدفع لشركة «جوجيك» هى العمل بمثابة جسر بين الأشخاص الذين ليس لديهم إمكانية الوصول إلى الخدمات المالية والمؤسسات المالية التى ترغب فى تقديمها.
ويضيف أن الجزء الأصعب من وظيفته هو إقناع البنوك بأن برنامج Go-Pay شريك محتمل وليس تهديداً.
وأشار إلى أنهم يتعاملون فقط مع %30 من السوق أى أن هناك %70 أخرى كافية للتعاون وكسبها لإضافة ملايين من العملاء الجدد.