من طوان جمركجي وإيجي توكسباي
أنقرة (رويترز) - قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الولايات المتحدة عرضت أن تبيع لتركيا منظومة الدفاع الأمريكية باتريوت على أن تتعهد أنقرة بعدم تشغيل منظومة الدفاع الروسية إس-400، واصفا ذلك بأنه تخفيف بشكل كبير لموقف واشنطن فيما يتعلق بهذا الأمر.
وقال مسؤولان تركيان لرويترز إن أنقرة تعكف حاليا على تقييم العرض الأمريكي في حين أنها لم تغير خططها فيما يتعلق بمنظومة إس-400 التي قالت إنها ستفعلها الشهر المقبل.
وفي واشنطن أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن الوزير مارك إسبر لم يغير موقفه من هذه القضية، والذي مفاده أن "تركيا لن تتسلم بطارية باتريوت إلا إذا أعادت منظومة إس-400".
وهناك خلافات بين تركيا والولايات المتحدة العضوين في حلف شمال الأطلسي بسبب شراء أنقرة منظومة إس-400 في العام الماضي، والتي تقول واشنطن إنها غير متوافقة مع النظم الدفاعية للحلف وستلحق الضرر بمقاتلات الشبح الأمريكية التي كانت تركيا تساعد في تصنيعها كما كان مقررا أن تحصل على عدد منها.
وقالت الولايات المتحدة إن تركيا لا يمكنها الجمع بين نظام الدفاع الروسي إس-400 ونظام باتريوت. ومع ذلك طلبت أنقرة من واشنطن نشر الصواريخ باتريوت على حدودها مع سوريا لحمايتها بعد تصاعد القتال في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا هذا العام.
وقال أردوغان للصحفيين على الطائرة التي أقلته في رحلة العودة من بروكسل "قدمنا هذا العرض إلى الولايات المتحدة حول باتريوت: إذا كنتم ستعطونا باتريوت فلتفعلوا ذلك. نحن نستطيع أيضا شراء الصواريخ باتريوت منكم".
وأضاف "هم أيضا خففوا (موقفهم) بشكل كبير بشأن قضية إس-400. إنهم الآن عند نقطة ’نريد منكم وعدا بأنكم لن تجعلوا منظومة إس-400 تعمل’".
وانهارت محادثات سابقة بين تركيا والولايات المتحدة حول شراء باتريوت بسبب مجموعة من المسائل منها منظومة إس-400 وعدم موافقة أنقرة على شروط واشنطن. وتقول تركيا إنها ستوافق على العرض فقط في حالة أنه تضمن نقل التكنولوجيا وشروط إنتاج مشترك.
ورغم توتر العلاقات بين أنقرة وواشنطن، عرضت الولايات المتحدة دعم حليفتها في قتالها لوقف تقدم قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا في إدلب.
لكن مسؤولين أمريكيين قالوا يوم الثلاثاء إن على أنقرة توضيح موقفها بشأن منظومة إس-400 إذا كانت تريد إحراز تقدم فيما يتعلق بالعلاقات الأمنية الثنائية.
وقال جيمس جيفري مبعوث الولايات المتحدة الخاص بشأن سوريا وديفيد ساترفيلد السفير الأمريكي لدى تركيا للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف من بروكسل إن واشنطن تبحث مع حلف شمال الأطلسي سبل الدعم الذي يمكن أن تقدمه لتركيا عسكريا.
ونقل مسؤولون عن جيفري قوله إنهما ناقشا سبل الرد المتاحة إذا خرقت روسيا والحكومة السورية وقف إطلاق النار في إدلب.
وقال جيفري إن واشنطن لا تعتقد أن روسيا وسوريا لديهما مصلحة في وقف دائم لإطلاق النار في إدلب.
وأضاف "خرجوا لتحقيق نصر عسكري في سوريا، وهدفنا هو أن نجعل ذلك أمرا صعبا عليهم".
وقال مسؤول تركي آخر لرويترز إن عرض واشنطن الأحدث تضمن عودة تركيا إلى برنامج المقاتلات الشبح إف-35 الذي كانت تركيا جزءا منه سواء فيما يتعلق بتصنيع قطع غيار الطائرات وبشراء الطائرات نفسها.
وبعد أن اشترت أنقرة منظومة إس-400، علقت واشنطن مشاركتها في البرنامج وهددتها بفرض عقوبات.
وتقول تركيا إنها تعتزم تفعيل المنظومة إس-400 التي تسلمتها من روسيا في أبريل نيسان. وحذرت الولايات المتحدة من أن هذه الخطوة سيتبعها فرض عقوبات أمريكية، لكن أنقرة ذكرت مرارا أن العلاقات الجيدة بين أردوغان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب ربما تكون سببا في تجنب تلك العقوبات.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير ليليان وجدي)