Investing.com - هل تنفر من فكرة بقاء دونالد ترامب أو جو بايدن (أي ما كان التوجه) للسنوات الأربع المقبلة في سدة الرئاسة الأمريكية؟
عليك أن تعي أن بيع الأسهم الأمريكية احتجاجًا على نتائج السباق الرئاسي، ديموقراطي النتائج أم جمهوريها، يفضي إلى تفويت فرص ارتفاعات تاريخية خلال العام الأول الرئاسي، وفق تقرير من صن تراست للخدمات الاستشارية.
كتب كيث ليرنير، من صن تراست: “إنه عام الانتخابات الرئاسية، والمعنويات تسيطر على المشهد،” “أمّا من جانبنا فنحذر من الخلط ما بين المحفظة الاستثمارية، والسياسة.”
توصل فريق ليرنير بدراسته تاريخ الأسهم الأمريكية إلى أنه على مدار السنوات الممتدة من 1933 إلى 2019 “كان أداء الأسهم حسنًا في ظل مختلف السيناريوهات السياسية،” دون النظر إلى الحزب الحاكم في البيت الأبيض.
خلال 15 عام، ورغم الوضع السياسي الأمريكي، لمع نجم إس آند بي 500، مع زيادة العائد بـ 20% في العام الأول من الفترة الرئاسية لأي رئيس.
ولكن تفيد الدراسة التاريخية بأن الأعوام التالية تكون أقل بريقًا.
فعندما وصل الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، لمنصبه، باع البعض أسهمهم خوفًا من ديموقراطي في البيت الأبيض، ولكن هؤلاء فوتوا على أنفسهم فرصة عائد إجمالي وصل لـ 26% لأسهم إس آند بي 500 في عام 2009.
وبنفس المنطق، من باع الأسهم قبل دخول ترامب البيت الأبيض، ضيّع فرصة عائد بـ 22% خلال 2017، “على الرغم من أن المستثمرين رأوا بأن السوق سيهبط إذا انتخب أي من الشخصين.”
ولكن هذا لا ينفي بأن أسواق أسهم بعينها، وقطاعات بعينها ستظهر على غيرها حسب نتائج الانتخابات الرئاسية.
كتب فريق ليرنير: “على سبيل المثال، لو فاز بايدن بالترشيح الرئاسي، ستصعد أسهم قطاع الطاقة المتجددة، والبنية التحتية، والأسهم المتأثرة بالصراع التجاري؛ أمّا في حالة فوز ترامب ستصعد أسهم قطاع الدفاع، والطائرات، وشركات الوقود الحيوي، والقطاع المالي والمصرفي.”
بيد أن الفريق يشدد على أن العوامل غير العامل السياسي، وحتى غير الضرائب تؤثر على الأسهم بقوة، مثل طبيعة الدورة الاقتصادية التي يمر بها القطاع.
يقول الفريق إنه على سبيل المثال عقب الحرب العالمية الثانية، بدأ ازدهار اقتصادي في الخمسينيات، نتج عنه أفضل عائد سنوي لـ 10 سنوات بالنسبة لمؤشر إس آند بي 500 في 70 عام، رغم الضرائب المرتفعة.
بينما كان عائد المؤشر سلبي في 2000، على الرغم من الضرائب المنخفضة، وذلك جراء انفجار فقاعة التكنولوجيا، والفقاعة العقارية.
يستطرد الفريق: “علاوة على هذا، بنتائج الانتخابات الماضية، قال الإجماع إن الأسهم المستفيدة هي أسهم قطاعات: المالية، والطاقة، والأسهم الصغيرة، ولكن جميع تلك الأسهم تخلف أداؤها على مؤشر إس آند بي 500.”
“ويدلنا هذا على طبيعة القوى والعوامل الأساسية الطبيعية التي تأخذ مجراها في التأثير على عوائد القطاع.”
وعلى سبيل المثال، في أبريل، تسبب فيروس كورونا في الهبوط بخام غرب تكساس الوسيط دون الصفر، عندها كان أصحاب مراكز الشراء عليهم دفع نقود لأي شخص حتى يخلصهم من النفط.
ومنذ ذلك الحين، تألق النفط بأرباح فاقت 300%، وارتفعت أسهم القطاع، ولكن يظل السعر دون 50 دولار للبرميل.
في الوقت نفسه، دخلت الشركات الأمريكية منطقة مجهولة، وأصبحت محملة بكم هائل من الديون لهذا العام، وتسارعت لتجسير فجوات الأرباح التي تسبب فيها فيروس كورونا.
يأمل المستثمرون أن تسدد الشركات ديونها، عندما يخضع العالم فيروس كورونا للسيطرة، وينتج لقاح فعال على نطاق واسع.
ولكن 2020 لا تخلو من الصدمات، بما فيها تأجيل الخدمات البريدية التي كانت ستستخدم في التصويت بانتخابات في 3 نوفمبر.
كما تضرب العواصف الموسمية منطقة خليج المكسيك، ويحاول رجال الإطفاء مقاومة الحرائق في كاليفورنيا، هي الأكثر شراسة في تاريخ الولاية. ويقول حاكم الولاية، جافين نيوسوم، إن هذه الحرائق أسوأ 25 من الحرائق المماثلة في 2019، بما يدفع المرء للتخوف من أن القادم أسوأ.
ولكن لم يمنع هذا إس آند بي 500، وناسداك 100 من تسجيل أرقامهما القياسية يوم أمس، وارتفاع داو جونز فوق 28,000 للمرة الأولى في 6 أشهر.