بقلم جيفري سميث
Investing.com – تراجعت الأسهم الأمريكية في جلسة اليوم الجمعة، حيث هددت الأنباء التي تفيد بأن نتائج اختبار الرئيس دونالد ترامب لفايروس كورونا قد جاء إيجابياً بإلغاء الانتخابات الرئاسية المقررة بعد 31 يوماً من الأن. لكن الأسهم قلصت الخسائر بعد أن تحدثت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي مرة أخرى عن احتمالات الموافقة على حزمة تحفيز جديدة.
وأتضحت الحاجة إلى مثل هذه الحزمة، من خلال تقرير الوظائف الذي جاء أضعف من المتوقع. ونقلت وكالات الأنباء عن بيلوسي قولها إن إصابة ترامب "تُغير ديناميكيات" الخطاب حول حزمة التحفيز الجديدة، وأصرت على أن الجانبين سيجدان "أرضية مشتركة".
وعند الساعة 9:55 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (1:55 بعد الظهر بتوقيت جرينتش)، إنخفض مؤشر داو جونز بـ 196 نقطة، أو ما يعادل نحو 0.7٪، ليشير إلى 27,620 نقطة. وفي وقت سابق من الجلسة، وصلت خسارة المؤشر إلى 400 نقطة. أما مؤشر إس إن بي 500 فلقد تراجع بنسبة 0.9٪، ورافقه مؤشر نازداك 100 بإنخفاض بنسبة 1.2٪.
وخلال ساعات الليل بتوقيت الولايات المتحدة، أعلن الرئيس الأمريكي في تغريدة له أنه قد تم إجراء إختبار كورونا له وللسيدة الأولى ميلانيا، وأن النتيجه كانت إيجابية لكلاهما. ويبدو أن الرئيس قد إلتقط العدوى من هوب هيكس، وهي مستشارة مقربة منه، حيث تم الإعلان عن إصابتها بالفايروس يوم أمس الخميس، وهي التي كانت قد رافقت الرئيس في رحلته إلى كليفلاند حيث جرت المناظرة الرئاسية الأولى يوم الثلاثاء الماضي.
وفي الوقت الحالي على الأقل، لا يوجد أي تعطيل لعمل الحكومة الأمريكية، مما يزيل أكبر وأهم عنصر من عناصر المخاطر السياسية. فلقد قال شون كونلي، طبيب البيت الأبيض أن ترامب والسيدة الأولى كانا "بخير" بعد الاختبار، وأضاف "أتوقع أن يواصل الرئيس أداء مهامه دون انقطاع أثناء فترة تعافيه."
كما أعلن البيت الأبيض خلال الليلة الفائتة، إنه تم إجراء اختبار كورونا لنائب الرئيس مايك بنس وزوجته السيدة الثانية كارين بنس، وفي وقت لاحق تم الأعلان أن نتيجة فحوصهما قد جائت سلبية. وكذلك، تم إختبار ابنة الرئيس إيفانكا وزوجها كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر. وقالت بيلوسي إن البيت الأبيض لم يتصل بها بشأن ضمان استمرارية الحكومة، وهو أمر يشير إلى عدم وجود خطر كبير من عدم قدرة كل من ترامب وبنس على أداء واجباتهما في نفس الوقت.
وتراجعت أصول المخاطر في جميع أنحاء العالم، وارتفعت أصول الملاذ الآمن في رد فعل حاد على أخبار إصابة الرئيس، وهو الأمر الذي يلقي بعلامة استفهام كبيرة على حملته الانتخابية الرئاسية، مما رفع من درجة عدم اليقين السياسي التي كانت مرتفعة بالفعل قبل ذلك.
وعلى جبهة البيانات، أضاف الاقتصاد الأمريكي أهمها 661 ألف وظيفة في القطاعات غير الزراعية في سبتمبر، في رقم أضعف من توقعات المحللين التي كانت تترقب إضافة 850 ألف وظيفة، مما يشير إستمرار التعافي التدريجي (والبطيء) لسوق العمل في الإقتصاد الأكبر في العالم، بعد الأضرار الشديدة التي لحقت به جراء وباء كورونا.
وكان الرقم أقل بكثير من التوقعات لصافي مكاسب قدرها 850 ألف. ومع ذلك، فإن الجانب الإيجابي كان أنه قد تم تنقيح رقم شهر أغسطس برفعه بـ 118 ألف وظيفة ليصبح 1.47 مليون وظيفة.
كما انخفضت نسبة البطالة بشكل أكبر من المتوقع، ووصلت إلى 7.9٪، في هبوط واضح ومشجع من 8.4٪ في الشهر السابق. وكان المحللون يتوقعون تراجع نسبة البطالة إلى 8.2٪.
ومن بين الأسهم الفردية، انخفض سهم تسلا (NASDAQ:TSLA) بنسبة 3.4٪، على الرغم من تجاوز أعداد السيارات التي تم تسليمها في الربع الثالث للتوقعات. وتراجعت المعنويات بسبب أرقام الأرباح بالنسبة للنموذج 3، والذي يولد أقل هامش ربح بين جميع موديلاتها. كما تراجع سهم إكسون (NYSE:XOM) بنسبة 1.2٪ بعد أن كشفت الشركة عن معاينة قاتمة لأرباح الربع الثالث، وهو ما دفع السهم ليقترب من أدنى مستوى له في 18 عام.
ومن بين الشركات التي عودتنا على التألق في عهد الكورونا، إرتفعت أسهم كل من زووم (NASDAQ:ZM) التي إستفادت من تعطيل الوباء للعمل في المكاتب، وبيليتون (NASDAQ:PTON) التي إستفادت من تعطيل مراكز التدريب الرياضي، بنسبة 4.1٪ و 3.1٪ على التوالي.