بقلم ياسين إبراهيم
Investing.com – تراجع مؤشر داو جونز بعد أن سجل أعلى مستوى قياسي اليوم الأربعاء، بعد أن اقتحم المتظاهرون المؤيدون لترامب مبنى الكابيتول هيل، وأوقفوا عملية التصديق على الانتخابات، على الرغم من أن المعنويات ظلت مدعومة بالتفاؤل الذي يغذيه التحفيز المتوقع.
فلقد قفز مؤشر داو جونز بـ 461 نقطة، أو ما يعادل نحو 1.52٪، بينما ارتفع مؤشر إس إن بي 500 بنسبة 0.9٪، أما مؤشر نازداك 100 فلقد تداول بخسارة 0.21٪.
ويبدو أن الاحتجاجات التي سرعان ما تحولت إلى أعمال عنف كان يغذيها الرئيس دونالد ترامب الذي حث أنصاره على الاحتجاج على تأكيد فوز الرئيس المنتخب جو بايدن، قبل الدعوة إلى الهدوء.
وأثار اضطراب عملية التصديق على الانتخابات موجة من الحذر، مما دفع المتداولين إلى كبح جماح رهاناتهم الصعودية على الأسهم، والتي يقودها التحفيز المتوقع بعد سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ.
واقتحم متظاهرون قاعات الكونجرس الأمريكي، وإخلاء المكاتب، واقتحام مكتب نانسي بيلوسي شخصيًا، رئيسة مجلس النواب.
وكان المرشح الديموقراطي القس رفائيل وارنوك قد أطاح بالسناتور الجمهوري كيلي لوفلر في إحدى انتخابات الإعادة في جورجيا، بينما يتقدم الديموقراطي الأخر جون أوسوف على الجمهوري ديفيد بيرديو.
وسيؤدي فوز الديمقراطيين في كلا السباقين إلى مطابقة الديمقراطيين للمقاعد الـ 50 التي يشغلها الجمهوريون في مجلس الشيوخ. لكن نائبة الرئيس المُنتخبة كامالا هاريس (NYSE:LHX) ستحصل على تصويت كسر التعادل، مما سيمهد الطريق أمام الديمقراطيين لتنفيذ أجندتهم التشريعية وسط سيطرة على مجلسي الكونجرس والبيت الأبيض.
وقال زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، الديمقراطي تشاك شومر إن زيادة شيكات التحفيز إلى 2,000 دولار ستكون واحدة من أولى المقترحات التشريعية.
لكن البعض في وول ستريت أشاروا إلى أن التعزيزات الاقتصادية التي يقودها التحفيز قد تدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى تشديد السياسة النقدية في وقت أقرب مما كان متوقعاً.
وفي تقرير لـ جيفريز (NYSE:JEF)، كتب المحللون: "يمكن لجدول الأعمال التشريعي سد فجوة الإنتاج بنحو 4 - 6 أرباع قبل الموعد المحدد، وكذلك تحسين معدل البطالة ووضع التضخم في مسار نحو مستوى الـ 2٪، وهو ما سيضع الاحتياطي الفيدرالي في وضع يسمح له برفع الفائدة قبل 2023 التي كانت متوقعة مسبقاً".
وقادت الأسهم المالية السوق الأوسع إلى الأعلى، مع صعود أسهم البنوك، قبل تقارير الأرباح الفصلية التي سيصدرها القطاع الأسبوع المقبل، وبمساعدة قفزة عوائد سندات الخزينة التي وصلت إلى ما فوق الـ 1٪ لأول مرة منذ مارس.
وارتفعت أسهم ويلز فارجو (NYSE:WFC) وبانك أوف أميركيا (NYSE:BAC) بنسبة 7٪ و 6٪ على التوالي، بينما ارتفع جاي بي مورغن (NYSE:JPM) بنسبة 5٪.
وتميل العوائد المرتفعة إلى تعزيز صافي دخل الفوائد الذي تكسبه البنوك على منتجات القروض الخاصة بها.
كما واصلت أسهم شركات الطاقة مكاسبها التي بدأتها في الجلسة السابقة، حيث تبعت أسعار النفط في الصعود على خلفية البيانات التي أظهرت تراجعاً أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأسبوعية. وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة EIA تراجع مخزونات النفط الخام بمقدار 8 ملايين برميل، مقارنة مع توقعات بانخفاض قدره 2.1 مليون برميل.
وارتفع نفط برنت لمستوى 54.06 دولار للبرميل، بينما بدأ الذهب يسترد خسائره رويدًا رويد، وصولًا لمستوى 1,920 دولار.
ولكن قطاع التكنولوجيا تخلف عن الركب المتجه نحو الأعلى حيث يخشى المستثمرون أن شركات التكنولوجيا الكبيرة ستخضع لتدقيق تنظيمي متزايد مع وجود الديمقراطيين على رأس السلطة التشريعية.
فلقد انخفضت أسهم كل من آبل (NASDAQ:AAPL) وأمازون (NASDAQ:AMZN) ومايكروسوفت (NASDAQ:MSFT) والفابيت (NASDAQ:GOOGL) وفيسبوك (NASDAQ:FB)، أو ما يسمى بمجموعة "الرائعين الخمسة"، والتي تشكل حوالي 25٪ من مؤشر (إس أن بي 500).