بقلم جيفري سميث
Investing.com – امتدت الحرب بين البائعين على المكشوف في وول ستريت وجيش تجار التجزئة الذين اشتهروا من خلال منتدى الدردشة ريديت، إلى أوروبا، مع تعرض عدد من الأسهم المتوسطة إلى ضغوط حادة، تسببت في تقلبات شديدة في الأسعار.
فبحلول منتصف صباح يوم الأربعاء في أوروبا، ارتفعت أسهم شركة فارتا (DE:VAR1) الألمانية لصناعة البطاريات بنسبة 10.4٪ إضافية إلى مستوى قياسي من جديد، لتحقق هذا الإنجاز لليوم الثالث على التوالي. ومع إضافة صعود اليوم، تكون مكاسب السهم خلال الأسبوع الأخير قد بلغت 43٪.
إنها قصة مماثلة لما حصل مع شركة ألمانية أخرى وهي إيفوتيك (DE:EVTG)، المتخصصة في علوم الحياة. فلقد ارتفع سهمها بنسبة وصلت إلى 35٪ خلال الأيام الثلاثة الماضية. ولم يختلف حال شركة سي دي بروجكت البولندية التي تعمل في قطاع صناعة ألعاب الفيديو، والتي أنتجت اللعبة الشهيرة (سايبر بانك 2077)، حيث يتداول السهم سبة 40٪ تقريباً مقارنة بأغلاق الأسبوع الماضي.
وكان صندوق ميلفين كابيتال، قد قام ببيع هذه الأسهم الثلاثة، ليصبح مثل عامود منع الصواعق للمشاعر المناهضة لـ وول ستريت بين متداولي التجزئة في الولايات المتحدة. وفي عدد من المنشورات على منتدى الدردشة r/wallstreetets، والذي يضم الآن حوالي 2.7 مليون عضو، يقترح الأعضاء أن ما بدأ كمعركة قناعات حول تقييم متجر ألعاب الفيديو غيمستوب (NYSE:GME) قد تحول إلى شيء أوسع بكثير، مما أدى إلى استهداف أي سهم قام ميلفين ببيعه على المكشوف. وذكرت رويترز يوم الثلاثاء أن ملفين أغلق صفقات بيعه على سهم إيفوتيك، لكن لم يؤكد مسؤولو الصندوق هذا التقرير.
ومع ذلك، أظهرت جميع الأسهم الثلاثة علامات على بلوغ الذروة في التعاملات الأوروبية الصباحية لليوم الأربعاء، وكانت بعيدة عن أعلى مستوياتها خلال اليوم بحلول الساعة 5:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (10:30 بتوقيت جرينتش).
وكان سهم فارتا، التي أعادت ترتيب نفسها من شركة مصنعة لبطاريات السيارات والألعاب، إلى شركة متخصصة في البطاريات الدقيقة للأجهزة المتصلة مثل سماعات الأذن، من الأسهم الشائعة لدى مستثمري التجزئة الألمان على مدار العامين الماضيين. وقد وجد هذا الزخم المساعدة في الأشهر الأخيرة من خلال احتمال حصول الشركة على إعانات سخية من الاتحاد الأوروبي لبناء صناعة قادرة على تلبية الطلب المتزايد بسرعة على بطاريات الليثيوم أيون من قطاع السيارات الكهربائية.
ومع ذلك، فقد ترك ذلك فارتا عند مستويات السعر التي ينجذب إليها البائعون على المكشوف بشكل طبيعي. فعند إغلاق يوم الثلاثاء، كان يتم تداوله بأكثر من ستة أضعاف مبيعات الـ 12 شهراً، وعند مضاعف ربحية يبلغ 62 مرة، وتمدد حركات اليوم الأربعاء هذا التقييم إلى أبعد من ذلك.
وبالمثل، فإن تقييم إيفوتيك البالغ 5 مليارات يورو عند إغلاق يوم الثلاثاء كان أكثر من 10 أضعاف المبيعات و 350 ضعف الأرباح. ويبدو أن نسبة السعر إلى الإيرادات P/E الخاصة بسهم سي دي بروجكت (WA:CDR)، والتي تبلغ 138 هي نسبة بسيطة نسبياً، إلى أن يدرك المرء أنها تمثل 37 ضعفاً للمبيعات وأن المحرك الكبير لنمو الإيرادات، الذي هو لعبة (سايبر بانك) التي تأخرت كثيراً وكانت مليئة بالأخطاء، قد عانت من أكثر الأخطاء المحرجة في العصر الحديث، عندما تم إطلاقها أواخر العام الماضي.
واضطرت الشركة إلى سحب اللعبة من معظم متاجر الألعاب عبر الإنترنت، بسبب أخطائها، لكن الشركة أصدرت الآن تصحيحاً يقول المحللون إنه يعني أن اللعبة ستعود إلى متجر بلاي ستيشن الخاص بشركة من سوني، بحلول شهر فبراير القادم.
ربما يكون سهم سي دي بروجكت حالة خاصة، فحتى قبل اندلاع الحرب بين ريديت وميلفين، بدأ الوسطاء يقولون إن عمليات البيع في أعقاب الإطلاق الفاشل للعبة سايبر بانك قد ذهب بعيد جداً. حيث سقط السهم بما يقرب من 50 ٪ في ديسمبر. ولكن الأسهم الألمانية المستهدفة، لم تعلن عن أي أخبار تغير حالة الاستثمار بشكل كبير في الأيام الأخيرة.
وبذلك، يتم تداول الأسهم الثلاثة عند مستويات تمليها الآن مخاوف عابرة على التقييمات الدقيقة بقدر أقل من رغبة المضاربين العاديين في تصفية الحسابات مع وول ستريت. إن ذلك يقدم مشهداً رائعاً، لكنه يجعل الأسهم الثلاثة غير قابلة للاستثمار من قبل المستثمرين الجادين طالما بقيت هذه الحرب مستمرة.
هل يشهد سوق المال العالمي ثورة من نوع آخر؟ أسهم أمريكية تتحرك بجنون