Investing.com - كشف البيت الأبيض اليوم، الجمعة الموافقة 28 مايو، عن مقترح ميزانية بـ 6 تريليون دولار أمريكي، سيعمل على زيادة الإنفاق في قطاعات: البنية التحتية، والتعلم، ومكافحة التغير المناخي، ويرى البيت الأبيض أن الميزانية الضخمة هي الاستثمار المنطقي في الوقت الراهن، مع انخفاض نفقات الاقتراض، وستعمل على تخفيض العجز في مراحل لاحقة.
وتواجه أول ميزانية مقترحة من الرئيس الأمريكي الديموقراطي، جو بايدن، معارضة قوية من المشرعين بالحزب الجمهوري، ممن يريدون تخفيض الإنفاق الحكومي، ويرفضون خطة رفع الضرائب على الأثرياء والشركات العملاقة.
تغطي خطة بايدن للعام المالي 2033 وحجمها 6.01 تريليون دولار، و4.17 تريليون دولار بالعوائد، بزيادة نسبتها 36.6% مقارنة بخطة 2019، قبل وباء كورونا وزيادة الإنتاج. وستخلف الميزانية عجزًا بـ 1.84 تريليون دولار أمريكي، بزيادة حادة عن العامين السابقين بسبب وباء كورونا، ولكنها مرتفعة من عجز مقدر بـ 984 مليار دولار لعام 2019.
وترى رويترز بأن الميزانية تقوم على فكرة أن هناك الكثير من الأموال في السوق، فلم لا ننفقها.
قال مسؤولو البيت الأبيض إن خطط الـ 6 تريليون دولار ستساعد في رأب صدع اللامساواة التاريخية، والتغير المناخي، وستوفر 4 أعوام من التعليم العام، وستغطي نفقاتها في 15 عام، مع زيادات ضريبية هادفة لتقليص العجز بعد 2030.
قالت سيسليا روس، رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين للرئيس بايدن، إن الخطة معدة، والإدارة مستعدة للتعايش مع عجز الميزانية في ظل بيئة العوائد المنخفضة، والهدف من ذلك إحداث أثر قوي على الاستثمارات باقتصاد الأمة. وتوقعت تراجع العجز بالميزانية لأكثر من 2 تريليون دولار خلال السنوات المعقبة لذلك.
قالت: "تحت الإدارة السابقة كان هناك تخفيضات ضريبية هائلة تسببت في تعميق المشكلة المالية على المدى الطويل." "الاختبار الأهم للصحة المالية سيكون معدلات فائدة المدفوعات على الدين. وهذا ما سيوضح لنا ما إذا كان الدين يثقل كاهل الاقتصاد، ويبقي المستثمرين بعيدًا."
قالت روس إن الاقتصاد ربما يشهد ارتفاعات قصيرة المدى في التضخم بسبب الزيادة الهائلة للنمو، ولكنها توقعت إن التضخم ستهدأ حدته عند نسبة 2% سنويًا، وهذا المعدل المستهدف من الاحتياطي الفيدرالي.
ومع زيادة الاستثمار سينمو الاقتصاد الأمريكي وفق توقعات البيت الأبيض المحافظة بـ 2% مقاسة بالناتج المحلي الإجمالي في عام 2031، بينما يرى الفيدرالي نموًا بـ 1.8%.
ويعارض الجمهوريون هذه الميزانية بشدة، ويرون بأن التضخم سيرتفع بسبب هذه الميزانيات الضخمة وحزم التحفيز الهائلة.
ولكن بايدن في السابق وجد طريقه رغم المعارضة الجمهورية ومرر حزمة التحفيز الهائلة بـ 1.9 تريليون دولار.
وترى وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، إن الميزانية الضخمة سترفع حجم الدين، وستزيد من وتيرة نمو الاقتصاد، ولكنها لن تسهم في زيادة الضغوط التضخمية.
ويرتفع سعر الذهب اليوم بعد ارتفاع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 3.1% على أساس سنوي، متفوقًا على التوقعات. وهذا المؤشر هو المفضل بالنسبة للاحتياطي الفيدرالي في قياس حجم التضخم.
وهدأت اليوم عوائد سندات الخزانة الأمريكية أجل 10 سنوات مع توجه الاستثمارات للذهب، فيما ارتفع مؤشر داو جونز 115 نقطة عند الساعة 10:18 بتوقيت السعودية.
هذه الميزانية الضخمة والعجز المتولد عنها من وجهة نظر اقتصاديي الفيدرالي واقتصاديي البيت الأبيض لن تسهم بقوة في رفع التضخم، ولكن مع حركة الذهب اليوم صعودًا من انخفاض 1,884 دولار للأوقية لـ 1,903 دولار للأوقية، يدل على أن السوق يخشى تداعيات تلك الحزم ومعدلات الفائدة المنخفضة.
ولكن هذا سيخلق بيئة محابية لارتفاع الذهب، ولكن الأموال الرخيصة أيضًا ستبقي على حالة الانتعاش بسوق الأسهم وشهية المخاطرة.