Investing.com - يشعر المستثمرون بحالة شديدة من القلق في ظل التقلبات العنيفة في أسواق الأسهم خلال أكتوبر، يأتي ذلك مع مصادفة أن اليوم الأربعاء هو الذكرى الخامسة والثلاثين لأبشع يوم في تاريخ سوق الأسهم.
إنها الذكرى الخامسة والثلاثون لانهيار سوق الأسهم عام 1987 التي أثارت لدى المتداولين مزيد من المخاوف في ظل التحركات العنيفة للأسهم وسط مخاوف الركود وحصار التضخم وعنف الفيدرالي.
عاجل: أردوغان يتعهد بحماية الأتراك.. والليرة تسقط
ماذا حدث في 19 أكتوبر 1987؟
انخفض مؤشر داو جونز حينذاك بمقدار 508 نقاط، بانخفاض ما يقرب من 23٪، في موجة بيع استمرت ليوم واحد في جميع أنحاء العالم واختبرت حدود النظام المالي.
انخفض مؤشر ستاندرد أند بورز آنذاك بنسبة تزيد عن 20٪، وقد يؤدي انخفاض النسبة المئوية المماثلة إلى خسارة يومية تزيد عن 7000 نقطة لمؤشر داو جونز.
هل يمكن أن يحدث مرة أخرى؟
في هذا اليوم المأساوي تم إنشاء قواطع الدوائر الكهربائية على مستوى السوق بعد توقف قوة الانهيار لمدة 15 دقيقة بعد انخفاض 7٪ و 13٪، ثم إغلاق السوق لليوم التالي لانخفاض 20٪.
قالت ليز يونغ، رئيسة استراتيجية الاستثمار في SoFi: " بالتأكيد الأمر وارد ولكن ليس قبل إجراء بعض التقييمات المسبقة".
قال يونج: "الاختلاف الكبير الآخر هو أننا انخفضنا بالفعل بنسبة 20٪ هذا العام.. في حين أنه قد يكون هناك المزيد من الجوانب السلبية، فمن الصعب رؤية ما يمكن أن يؤدي إلى اتجاه هبوطي مشابه ليوم واحد".
عاجل: ضرائب جديدة تعصف بالبنوك البريطانية
لم يخرج من فراغ
وأضافت رئيسة استراتيجية الاستثمار في SoFi أن الاثنين الأسود لم يخرج من فراغ، حيث انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 3٪ في 14 أكتوبر، و 2.3٪ في 15 أكتوبر، و 5.2٪ في 16 أكتوبر.
بينما قال نيكولاس كولاس، المؤسس المشارك من DataTrek Research، إن انهيار الأسواق في الإثنين الأسود هو امتداد يومي لهبوط سابق متتالي كان نيرًا بالكارثة.
لكن مؤشر S&P 500 ارتفع بنسبة 32.9٪ من يناير إلى سبتمبر 1987، بينما انخفضت الأسهم هذا العام منذ أن سجل المؤشر القياسي للأرباح الكبيرة سجل أرباح في 3 يناير.
عاجل: ارتفاع يثير التساؤلات.. الأعلى بـ11 شهر
ليست دفعة واحدة
يقول روس مايفيلد محلل استراتيجية الاستثمار في شركة بيرد، إنه أيضًا تذكير بأن انخفاضات سوق الأسهم لا يجب أن تحدث دفعة واحدة في إشارة إلى أن انهيارات الأسواق تكون بمثابة تراجع مطول.
وقال إنه في حين أن ديناميكية المخاطرة والمكافأة تبدو أكثر جاذبية للمستثمرين على المدى الطويل، لا يزال بإمكان السوق النزول.
أنهى مؤشري Dow و S&P 500 يوم الجمعة عند أدنى مستوياتهما منذ عام 2020، بينما ارتفعوا في أول جلستين تداول هذا الأسبوع.
وارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 22٪ منذ بداية العام وحتى تاريخ إغلاق يوم الثلاثاء، وانخفض مؤشر Dow بنسبة 16٪ و 20٪ لمؤشر ناسداك المركب للتكنولوجيا، حيث أن جميع المؤشرات الثلاثة الرئيسية عالقة في الأسواق الهابطة.
عاجل: إشارة للتفاؤل.. ملحمة تويتر وماسك
مخاوف جانبية
أدى التضييق النقدي العنيف لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في محاولة لوقف التضخم الحاد المستمر إلى ارتفاع حاد في عوائد سندات الخزانة والأسهم غير المستقرة، حيث يخشى المستثمرون أن تدفع هذه الجهود الاقتصاد إلى الركود.
ومع ذلك، كان أكتوبر من هذا العام متقلباً بالتأكيد.. حيث أنهى مؤشر S&P 500 الشهر مرتفعًا أو منخفضًا بأكثر من 1٪ في 8 من أيام التداول الـ 12، بينما مؤشر التقلب Cboe VIX ارتفع بنسبة 1.34٪.
ليس وشيكًا
قال كولاس: "لكي نكون واضحين، لا نعتقد أن انهيارًا آخر على غرار عام 1987 بات وشيكًا، لكن البيئة الاقتصادية الحالية تترك بالتأكيد الاحتياطي الفيدرالي مع خيارات أقل ورغبة أقل في دعم أسعار الأسهم مما كان عليه قبل 35 عامًا".
وسط ارتفاع التضخم، يُنظر إلى الاحتياطي الفيدرالي على نطاق واسع على أنه غير قادر أو غير راغب في إنقاذ السوق، حيث يجادل البعض بأن البنك المركزي قد يشيد في الواقع بألم السوق لتشديد الأوضاع المالية والسيطرة على التضخم.
وأشار المحلل إلى أن التضخم السنوي، مقياسًا بمؤشر أسعار المستهلك، بلغ 4.4٪ في أكتوبر 1987، أي نحو نصف مستواه البالغ 8.2٪ في سبتمبر 2022.
وقال كولاس إن هذا يدل على أن الشراء عند قاع "الانخفاض" الكبير يمكن أن يؤدي إلى عوائد تداول جيدة على المدى القصير، لكن السوق قد يحتاج إلى إعادة اختبار أدنى المستويات قبل اتخاذ أي حركة صعودية مستدامة.