Investing.com - في يوليو 2021، أضاء أطول برج في العالم، برج خليفة في دبي، لفترة وجيزة باللون الأحمر اللامع، حيث تم الإعلان على واجهته "إدراج أول شركة يونيكورن في الشرق الأوسط بقيمة 1.5 مليار دولار في بورصة ناسداك".
كان ذاك تسويقاً ناجحًا لشركة "سويفل"، التي تتخذ من دبي مقرًا لها، بطموحها الجامح لتكون مزيجاً من تطبيق لطلب وسيلة تنقل وخدمة حافلات صغيرة للمدن في جميع أنحاء العالم.
ولكن بعد عشرين شهرًا، انخفضت أسهم الشركة بأكثر من 99٪. حيث تسجل قيمتها السوقية الآن 9 ملايين دولار تقريبًا مقارنة بتقييمها الذي فاق مليار دولار ومنحها تصنيف شركة يونيكورن.
صفقة فاشلة
انهارت في يناير صفقة لشراء شركة النقل التركية (Volt Lines)، تعتمد على أن يدفع جزء كبير من قيمتها عبر أسهم في ”سويفل“.
بعد أن ذكرت كرمز لروح الشركات الناشئة في الشرق الأوسط، تحول حال "سويفل هولدينغز" فأصبحت مثالاً جديداً على المبالغات في قطاع التقنية وعلى سرعة انحسار أموال المستثمرين بمجرد تغييب معدلات الفائدة فائقة التدني. كما أظهر حالها هذا مخاطر محاولة بناء شركة ممتدة عبر أسواق ناشئة معرضة لصدمات تفاوت العملات في ظل ارتفاع الدولار.
اقرأ أيضًا
مع ثبات السعر الرسمي.. الجنيه المصري يقفز بقوة في السوق السوداء نحو الـ 36
التوسع الخارجي
في عام 2019، بدأت سويفل مرحلة التوسع الخارجي، وافتتحت مكتباً في دبي لكنها احتفظت بقاعدتها التكنولوجية والتشغيلية في مصر.
وقررت سويفل التحول إلى شركة مساهمة عامة، فأبرمت صفقة للاندماج مع "كوينز جامبيت لنمو رأس المال"، وبلغت القيمة السوقية لشركة سويفل وقتها 1.5 مليار دولار، ما جعلها واحدة من أكبر الشركات الناشئة في المنطقة، ووصلت عائدات الشركة الإجمالية إلى أكثر من 160 مليون دولار بالإضافة إلى وضعية إدراجها في بورصة “ناسداك” في نيويورك.
وتوسعت سويفل إلى كينيا وباكستان، وانتقلت إلى المكسيك العام الماضي. وقالت إنها تتوقع تحقيق مليار دولار سنوياً في غضون 4 سنوات.
وفي عام 2021، اشترت سويفل منصة النقل للشركات ومقرها الأرجنتين “فيابول” لتوسيع انتشارها في أمريكا اللاتينية. ثم اشترت شركة Door2door (من الباب للباب) للتنقل ومقرها برلين. ووسعت عملياتها في نيوم، المدينة الناشئة ذات التقنية العالية في المملكة العربية السعودية والتي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار.
عمليات التسريح
أفادت بعض التقارير الصحفية، في وقت سابق، قيام شركة النقل الجماعي المصرية "سويفل هولدينغز" (Swvl Holdings Corp (NASDAQ:SWVL))، المقيدة ببورصة ناسداك، بتسريح عدداً كبيراً من موظفيها في أسواق مصر، ودبي، وباكستان.
يأتي ذلك في ظل سعي الشركة إلى التحول للربحية وخفض النفقات، خاصة في ظل سقوط السهم والقيمة السوقية للشركة في الآونة الأخيرة، الأمر الذي جعلها عرضة للشطب من بورصة ناسداك.
وكان قد تحدث أحد موظفي الشركة وفقًا لموقع "الشرق": "يوم الأحد أخبرونا أن 90% من فريق مصر سيجري تسريحهم، وأنا من ضمنهم، بجانب تسريح عدد كبير من الموظفين العاملين في مكاتب دبي وباكستان".
لكن موظفة أخرى في مكتب القاهرة قالت إن "90% نسبة مبالغ فيها.. لا أعرف الرقم الدقيق لكننا أُبلغنا بالفعل بالاستغناء عنّا يوم الأحد، وأنا من ضمن المسرّحين، لكن الأرقام الدقيقة لدى إدارة شركة (سويفل) فقط"، وفقًا "للشرق".
وفي وقت سابق، قامت سويفل بخفض عدد الموظفين بنسبة 32% كجزء من الجهود المبذولة لتحويل التدفق النقدي إلى الإيجاب بحلول العام المقبل، والمحاولة في توفير النفقات لإنقاذ الوضع المالي للشركة خاصة في ظل الخسائر التي يشهدها السهم في الآونة الأخيرة.
قالت الشركة، إن تلك التخفيضات ستركز على الوظائف التي تمت أتمتتها من خلال الاستثمارات في الهندسة والمنتج ووظائف الدعم. لم يتضح على الفور عدد الوظائف التي ستتأثر، لكن "سويفل" قالت إن ذلك سيساعد بعض الموظفين على الانتقال إلى مناصب جديدة.
سعر السهم
بدأت "سويفل" تداول أسهمها ببورصة "ناسداك" في نيويورك بتاريخ 31 مارس، بعد اندماجها مع "كوينز غامبيت" الأميركية في يوليو الماضي، بتقييمٍ يصل إلى 1.5 مليار دولار، لينتج عن الاندماج شركة تحمل اسم "سويفل هولدينغز كورب".
أدرج السهم في "ناسداك" بسعر 10 دولارات للسهم، قبل أن يهبط سعر السهم منذ الإدراج وحتى الآن بنحو 99% إلى ما يقارب 1.550 دولار، لتهبط بذلك القيمة السوقية للشركة إلى 8.5 مليون دولار.
وقالت الشركة في وقت سابق: "تراجع السهم لا يسبب قلقاً لدى الإدارة، لكن لدينا مسؤولية تجاه كل مساهم يتعرض لخسارة، ونحاول الفصل بين خطة العمل التي نسير عليها وبين حركة السهم". وتابعت: "العام الماضي كان المستثمر يركز على الإيرادات وخطة السنوات المقبلة والأسواق التي نعمل بها، لكن حالياً أصبح المستثمر ينظر أكثر على المدى القريب ومعدلات الربحية. أساليب التقييم تغيرت بشكل كامل بجانب معدل المخاطرة، لذا نركز الآن على التحول السريع للربحية".
حماسة رغم الإحباط
قال العضو المنتدب لشركة "في إن في غلوبال"، بير بريليوث، وهي إحدى المساهمين الرئيسيين في "سويفل": "لم يكن يتوجب أن تصبح هذه الشركة عامة" "كما لاحظتم فأن أداء سهم سويفل سار تماماً عكس ما ينبغي".
وأضاف بريليوث: أنه ما يزال "متحمساً لأعمالها الأساسية في الأسواق الناشئة". تتطلع ”سويفل“ الآن لتتحصل على رأس مال جديد من المستثمرين، بينما تظل مدرجة في البورصة، وفقا لشخص مطلع على الأمر طلب عدم نشر اسمه لأن المعلومات سرية.
كانت الشركة حتى وقت قريب تبحث عن ممولين إقليميين لتنقلب إلى شركة خاصة. كان سقوط ”سويفل“ حاداً بشكل غير عادي، لكنها ليست الشركة الناشئة الوحيدة في الشرق الأوسط التي فشلت بالارتقاء إلى مستوى التوقعات العالية.