بيروت/عمان (رويترز) - استولى مقاتلون يرتبطون بتنظيم القاعدة على أراض من أيدي جماعة معارضة سورية معتدلة خلال حملة استمرت ثلاثة ايام أدت إلى توسيع نطاق سيطرتهم إلى واحدة من مناطق قليلة في شمال سوريا لا يسيطر عليها اسلاميون متشددون.
وقال ناشط سوري معارض وقائد عسكري إن جبهة النصرة استولت على عدة قرى بمحافظة ادلب من ايدي جبهة ثوار سوريا بقيادة جمال معروف وهو من الشخصيات البارزة في صفوف المعارضة المعتدلة ضد الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال مسؤول عسكري في جبهة ثوار سوريا "حدث هذا من قبل وخرجنا منه سالمين. لكن التعبئة كانت كبيرة جدا هذه المرة."
وقال المسؤول إن 20 من مقاتلي الجماعة قتلوا يوم الاثنين.
وقال المسؤول الذي رفض نشر اسمه لانه ليس متحدثا رسميا باسم الجماعة "لايزال جمال صامدا." واضاف في تصريحات عبر موقع سكايب ان جبهة ثوار سوريا أسرت 25 من مقاتلي النصرة.
وجبهة النصرة أحد الافرع الرسمية المنبثقة عن تنظيم القاعدة في الحرب السورية وإحدى أقوى الجماعات التي تحارب للاطاحة بالاسد. إلا ان سمعة تنظيم الدولة الاسلامية طغت عليها بعد ان استولى التنظيم المتشدد على مساحات كبيرة من الاراضي في شمال سوريا وشرقها وهو مستهدف الآن بضربات جوية تقودها الولايات المتحدة.
وقال المسؤول إن مقاتلي الدولة الاسلامية كانوا يعززون صفوف جبهة النصرة في الهجوم غير ان المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتابع مجريات الحرب الاهلية في سوريا قال إن جماعة متشددة اخرى تدعى جند الاقصى هي التي قدمت الدعم.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد "النصرة تحقق الكثير من التقدم."
وجبهة ثوار سوريا واحدة من أكبر الجماعات في المعارضة المعتدلة للاسد المدعومة من الغرب. وتعتزم الولايات المتحدة توسيع نطاق الدعم العسكري لجماعات المعارضة المعتدلة في إطار استراتيجيتها لدحر تنظيم الدولة الاسلامية.
وقال يوسف أبو هلال وهو ناشط علماني في منطقة ادلب إن هذا التقدم يمثل أكبر انتكاسة حتى الآن لجماعة معروف التي تعرف بشكل عام على انها جزء من الجيش السوري الحر.
والجيش السوري الحر مصطلح يستخدم للاشارة الى عشرات الجماعات التي تسعى الى الاطاحة بالاسد. ويوجد تنسيق مركزي ضئيل او معدوم
بين هذه الجماعات وهي عادة ما تتنافس مع بعضها بعضا.
وقال أبو هلال إن هذه تمثل انتكاسة لمقاتلي الجيش السوري الحر
الذين يقودهم معروف كما انها تفتح الطريق لجبهة النصرة كي توسع سيطرتها على ريف ادلب.
(إعداد محمد هميمي للنشرة العربية - تحرير عماد عمر)