Investing.com - يسود التوتر في مؤشرات الأسواق الأوروبية -ايبكس 35، كاك 40، داكس في افتتاح أسبوع التداول الذي جاء بعد هجوم غير المسبوق شنته حماس على إسرائيل، والذي أدى إلى إعادة إشعال الصراع في غزة والشرق الأوسط.
ويحلل فرانكو مكيافيلي، رئيس قسم التحليل لدى شركة أدميرالز أسبانيا، التداعيات المحتملة لهذا الوضع المأساوي قائلًا: "من المرجح أن تكون الحرب الجديدة بين إسرائيل والفلسطينيين في غزة قد أنهت الآمال، على الأقل في الوقت الحالي، في تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، الأمر الذي قد يعطل الأسواق المالية ويسبب اضطرابات في السوق. أما بالنسبة للعملة الإسرائيلية، فقد شهد الشيكل، انخفاضًا بنسبة 10٪ تقريبًا مقابل الدولار ومن الممكن أن يستمر في الانكسار في الأيام التالية." ويضيف مكيافيلي: "إن الاستثمار في قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي سيتأذى بطبيعة الحال".
وتتابع الأسواق عن كثب إمكانية انتقال العدوى إلى الأسهم في حالة حدوث تصعيد أكبر يشمل مشاركة وتدخل الدول الأخرى، وكل ذلك في خضم المعركة ضد التضخم، الذي يمكن أن ينهار ويشكل خطرًا كبيرًا لتسارع الأسعار والوقود.
الرابح الأكبر من الحرب الدائرة؟
وقد تؤثر المواجهة الأخيرة سلباً على أسعار النفط الخام، ومن المحتمل أن تتجاوز 100 دولار للبرميل على المدى القصير.
"للدخول في السياق: دعونا نتذكر أنه قبل نصف قرن، أوقفت منظمة أوبك تصدير النفط الخام إلى الدول التي دعمت إسرائيل خلال حرب يوم الغفران، إلا أن الوضع الحالي يختلف عما كان عليه قبل 50 عاما، حيث يقول مكيافيلي: "إن جميع الدول العربية ليست موحدة في هجوم مشترك على إسرائيل، لكن دولًا مثل سوريا والأردن والمملكة العربية السعودية ومصر تقف في وضع محايد".
ويضيف هذا الخبير أنه: "وعلى الرغم من ذلك، فإن الوضع الحالي دقيق للغاية بسبب التوتر والخط الرفيع لخطر التصعيد بسبب أي عامل يشمل التدخل الخارجي لصالح إسرائيل، خاصة بعد التصريحات الأخيرة لجو بايدن التي صدقت على دعم الولايات المتحدة المطلق لإسرائيل".
أما بالنسبة لإيران، فقد زاد إنتاج النفط الخام بنحو 700 ألف برميل يوميا هذا العام، ليصبح ثاني أهم مصدر للإمدادات الإضافية في عام 2023، بعد النفط الأمريكي.
ويُكمل: "ومع ذلك، من المريح أن نتذكر أن أحد أسباب تسامح البيت الأبيض مع صادرات النفط الإيرانية في الماضي كان بسبب تأثيرها السلبي على روسيا، لكن السياق الحالي يغير نموذج السيناريو، وبالتالي فإن تجديد الاتفاق سيكون محل شكّ."
ويتوقع مكيافيلي أن يؤدي تجدد الصراع في الشرق الأوسط إلى قيام إدارة بايدن بتشديد العقوبات، الأمر الذي قد يؤدي بدوره إلى دفع أسعار النفط إلى ما فوق 100 دولار كما ذكرنا أعلاه.
ويحذر من أنه "من ناحية أخرى، يمكن أن تستفيد روسيا وفنزويلا في هذا السياق، حيث يواجه البلدان عقوبات أثرت على صادراتهما النفطية".
ويقول مكيافيلي إنه"إذا قررت واشنطن فرض عقوبات إضافية على إيران، فقد يفتح ذلك الباب أمام صادرات النفط الخاضعة للعقوبات الروسية للحصول على حصة في السوق وتحقيق أسعار أعلى. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تستفيد فنزويلا أيضًا إذا اختارت الإدارة الأمريكية تخفيف العقوبات كإجراء لتخفيف الضغط". في سوق النفط".
ويختتم أنه"سيكون تطور الأسابيع المقبلة حاسماً لتحديد السيناريو العالمي والتداعيات الأكبر على الصعيد الجيوسياسي والاقتصادي الكلي، ولكن حتى ذلك الحين، يمكن للسوق أن يختار العزوف عن المخاطرة كخطوة حكيمة، ويظهر نفورًا أكبر من المخاطرة ويختار الملاذات الآمنة".