أقوى صفقة للعام: انتهز خصم يصل لـ 60% على InvestingProاحصل على الخصم

هجمات البحر الأحمر تجبر شركات الشحن على تحويل مسار سفنها وتربك سلاسل التوريد

تم النشر 18/12/2023, 20:19
USD/GBP
-
CL
-

من جون ديفيسون وفيل ستيوارت

دبي/تل أبيب (رويترز) - تسببت الهجمات المتصاعدة التي تشنها جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران على السفن في البحر الأحمر في عرقلة التجارة البحرية ودفع الولايات المتحدة لبذل جهود لتشكيل تحالف للتعامل مع هذا التهديد.

وحولت شركات الشحن العالمية الكبرى مسارات سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح لتجنب قناة السويس بسبب تهديد الحوثيين.

وقالت الجماعة إنها شنت هجوما بطائرتين مسيرتين على سفينتي شحن في المنطقة يوم الاثنين، في أحدث سلسلة من الهجمات الصاروخية وباستخدام طائرات مسيرة على السفن تقول الجماعة إنها للرد على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن خلال زيارة لإسرائيل يوم‭ ‬الاثنين إن واشنطن تبني تحالفا للتصدي لتهديد الحوثيين وإن وزراء دفاع من المنطقة وخارجها سيعقدون محادثات عن بعد بشأن هذه القضية يوم الثلاثاء.

وقالت النرويج إنها مستعدة لإرسال ضباط بحريين بينما قالت دول أخرى في حلف شمال الأطلسي إنها مستعدة لدراسة تقديم الدعم.

وتمر نحو 15 بالمئة من حركة الشحن العالمية عبر قناة السويس، وهي أقصر طريق ملاحي بين أوروبا وآسيا.

وبدأت العديد من شركات الشحن الكبرى، بما في ذلك شركة البحر المتوسط للشحن (إم.إس.سي)، في الإبحار حول أفريقيا وهو ما سيؤدي بحسب محللين في القطاع إلى زيادة التكاليف والتأخيرات التي من المتوقع أن تتفاقم خلال الأسابيع المقبلة.

ووسعت سوق التأمين البحري في لندن مساحة المنطقة التي اعتبرتها عالية المخاطر في البحر الأحمر يوم الاثنين، مما رفع أقساط التأمين التي تدفعها السفن.

وتسببت الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، التي بدأت في السابع من أكتوبر تشرين الأول، في صدمة بأنحاء المنطقة وهناك قلق من توسع نطاق الصراع.

وأظهرت هجمات البحر الأحمر قدرة القوات شبه العسكرية في الشرق الأوسط المدعومة من إيران على زعزعة التجارة العالمية في وقت تستعدي فيه طهران ووكلاؤها الولايات المتحدة وإسرائيل.

وقال ألبرت جان سوارت، المحلل لدى إيه.بي.إن أمرو، لرويترز إن الشركات التي حولت مسار سفنها تسيطر مجتمعة "على نحو نصف سوق شحن الحاويات في العالم".

وأضاف "تجنب البحر الأحمر سيؤدي إلى ارتفاع التكلفة بسبب طول وقت السفر".

وعلقت شركة النفط البريطانية العملاقة بريتش بتروليوم مؤقتا جميع عمليات العبور لشحناتها عبر البحر الأحمر في علامة على أن الأزمة، التي أثرت في الغالب على شحن البضائع حتى الآن، قد تتسع لتشمل شحنات الطاقة. وارتفعت أسعار النفط الخام وسط هذه المخاوف يوم الاثنين.

وقال لارش بارشتا المدير التنفيذي للشركة لرويترز "أقساط التأمين ضد مخاطر الحرب آخذة في الارتفاع بشكل طبيعي، لكن مع إعادة توجيه السفن إلى مسار يمر حول أفريقيا، ستصبح إمدادات الشحن أقل لأن الشحنات تبحر لفترة أطول. وهذا من شأنه أن يضع الأسعار تحت ضغط صعودي قوي".

وفي وقت لاحق اليوم، قالت شركة النفط والغاز النرويجية (إكوينور) إنها أعادت توجيه "بضع سفن" تحمل النفط الخام والغاز البترولي المسال بعيدا عن البحر الأحمر. ورفضت الشركة الإفصاح عن عدد هذه السفن.

وقالت شركة ناقلات النفط البلجيكية (يوروناف) إنها تتجنب البحر الأحمر حتى إشعار آخر.

وأجبرت هجمات الحوثيين الشركات كذلك على إعادة التفكير في علاقاتها مع إسرائيل، إذ قالت شركة إيفر جرين التايوانية يوم الاثنين إنها قررت التوقف مؤقتا عن قبول شحنات إسرائيلية.

* تهديد خطير للتجارة الدولية

دفعت مهاجمة سفن الشحن الولايات المتحدة وحلفاءها لبحث تشكيل تحالف من شأنه حماية مسارات السفن عبر البحر الأحمر، وهي خطوة حذرت طهران، العدو اللدود للولايات المتحدة وإسرائيل، من أنها ستكون خطأ.

وقال أوستن في أثناء زيارته لإسرائيل يوم الاثنين إنه لا ينبغي لأي مجموعة أو دولة أن تختبر عزم الولايات المتحدة.

وأضاف "في البحر الأحمر، نقود تحالفا بحريا متعدد الجنسيات لدعم المبدأ الأساسي لحرية الملاحة".

وقالت النرويج اليوم إنها مستعدة للمشاركة بما يصل إلى عشرة ضباط من البحرية في قوة المهام التي تقودها الولايات المتحدة في حين قالت إيطاليا إنها تدرس المشاركة. وقال وزير الدفاع الدنمركي ترولز لوند بولسن إن كوبنهاجن "ستشارك" في المساعدة في توفير الأمن، دون الخوض في التفاصيل.

ويشير بعض المراقبين إلى أنه على الرغم من ادعاء جماعة الحوثي أنها لا تصيب سوى السفن المرتبطة بإسرائيل، فإن أهدافها تشمل السفن غير المتجهة إلى إسرائيل أو المنتسبة لها.

وقال جاك كينيدي من جلوبال ماركت إنتلجنس "من المحتمل أن يستخدم الحوثيون، وبالتالي داعمهم العسكري الرئيسي إيران، قدرتهم الضاربة في البحر الأحمر لممارسة مزيد من النفوذ الجيوسياسي في المنطقة إضافة إلى التأثير على حرب إسرائيل في غزة".

* تأخيرات وارتفاع أسعار

يقول محللون إن الآثار تشمل شحنات أبطأ بكثير وربما أسعارا أعلى للمستهلكين.

قال ريكو لومان المحلل لدى آي.إن.جي إن عمليات تغيير مسار السفن تضيف أسبوعا على الأقل من وقت الإبحار لسفن الحاويات. وعادة ما يستغرق شحن البضائع من شنغهاي إلى روتردام نحو 27 يوما عبر قناة السويس.

وأضاف لومان "سيؤدي ذلك على الأقل إلى تأخيرات في أواخر ديسمبر مع تأثيرات غير مباشرة في يناير، وربما فبراير، حيث سيتم تأجيل الجولة التالية أيضا".

وقال ماركو فورجيوني المدير العام لمعهد التصدير والتجارة الدولية إن الاضطرابات ستؤثر على الأرجح على المعروض من السلع الاستهلاكية قبل العام الصيني الجديد على وجه الخصوص، مع التأخير الذي يترك تجار التجزئة بمخزون غير قابل للبيع ويؤدي في النهاية إلى ارتفاع الأسعار للمستهلكين.

وقالت مجموعة دانون الفرنسية للأغذية إن معظم شحناتها تم تحويل مسارها، مما سيزيد المدى الزمني لوصولها. وقال متحدث باسم دانون "لدينا خطط تخفيف سيتم تفعيلها إذا استمر الوضع على المدى المتوسط ​​إلى الطويل... سيتضمن ذلك استخدام مسارات بديلة عبر البحر أو البر حيثما أمكن ذلك".

وقال تسفي شرايبر الرئيس التنفيذي لمنصة الشحن العالمية فرايتوس إنه في حين أن أسعار الشحن سترتفع على الأرجح في هذه الرحلات الأطول أيضا، فإن شركات النقل في الوقت الحالي تبحث عن طرق لاستخدام السعة الزائدة.

وأضاف شرايبر "من غير المرجح أن ترتفع الأسعار للمستويات التي شهدتها خلال الجائحة"، في إشارة إلى الآثار الاقتصادية لكوفيد 19 اعتبارا من عام 2020.

(إعداد محمد محمدين ومحمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير محمود رضا مراد)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.