Investing.com - لطالما كانت العلاقة بين عمالقة التكنولوجيا مثل مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة Meta، وجيف بيزوس، مؤسس أمازون، والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب متوترة. ومع ذلك، يبدو أن هذه العلاقة تشهد تحولات لافتة مع استعداد ترامب لولايته الثانية.
تبرعات ضخمة لصندوق تنصيب ترامب
أعلنت Meta عن تبرعها بمبلغ مليون دولار لصندوق تنصيب ترامب، بعد أسابيع من لقاء خاص بين زوكربيرغ وترامب في منتجع مار-إيه-لاغو. كما أفادت تقارير بأن أمازون (NASDAQ:AMZN) تعتزم التبرع بمبلغ مماثل، وهو ما أكدته صحيفة وول ستريت جورنال.
من جهته، أعرب سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، عن دعمه لترامب، قائلاً: "سيقود الرئيس ترامب بلادنا نحو عصر الذكاء الاصطناعي، وأنا متحمس لدعم جهوده لضمان تفوق أمريكا." وأكدت الشركة أن ألتمان يعتزم تقديم تبرع شخصي بقيمة مليون دولار.
ترامب ومواقفه الصارمة تجاه شركات التكنولوجيا
رغم هذه التحركات، يظل ترامب ناقدًا صريحًا لقطاع التكنولوجيا. فقد رشح غيل سلايتر، التي قدمت له المشورة بشأن سياسات التكنولوجيا خلال ولايته الأولى، لرئاسة قسم مكافحة الاحتكار في وزارة العدل. وفي منشور له على منصة منصة تراث Truth Socialبتاريخ 4 ديسمبر، كتب ترامب: "لقد سيطرت شركات التكنولوجيا الكبرى على السوق لسنوات، مما أدى إلى قمع المنافسة وانتهاك حقوق الأمريكيين."
خلافات سابقة مع أمازون وMeta
في ولايته الأولى، انتقد ترامب بيزوس بشدة، متهمًا أمازون بتجنب الضرائب وإلحاق خسائر بالخدمة البريدية الأمريكية. كما ألقى باللوم على صحيفة واشنطن بوست، التي يملكها بيزوس، لنشرها "أخبارًا زائفة". ورد بيزوس في 2016 بعرض إرسال ترامب إلى الفضاء على متن أحد صواريخ شركته "بلو أوريجن".
أما مع Meta، فقد اتهم ترامب في الماضي المنصة بإسكات الأصوات المحافظة. كما رفع دعاوى قضائية ضد فيسبوك (NASDAQ:META) وتويتر وجوجل (NASDAQ:GOOGL) بعد تعليق حساباته إثر أحداث الشغب في الكابيتول في يناير 2021.
عودة العلاقات وتغير التوجهات
مع عودة ترامب للبيت الأبيض، يبدو أن العديد من قادة التكنولوجيا يسعون لتحسين علاقاتهم معه. فقد هنأه رؤساء شركات كبرى، مثل تيم كوك (آبل)، ساتيا ناديلا (مايكروسوفت (NASDAQ:MSFT))، وسوندار بيتشاي (جوجل (NASDAQ:GOOG))، علنًا على فوزه في الانتخابات.
ورغم أن مايكروسوفت رفضت التعليق على تقديم تبرعات لصندوق التنصيب، ولم تستجب جوجل وآبل (NASDAQ:AAPL) على الفور لطلبات التعليق، إلا أن الخطوات تشير إلى رغبة في كسب ود الإدارة الجديدة.
خلافات بين ألتمان وماسك وتأثيرها على السياسة
بالنسبة لـ OpenAI، فإن المعضلة تكمن في العلاقة المتوترة بين سام ألتمان وإيلون ماسك، الذي أصبح أحد أكبر داعمي ترامب. ماسك، الذي أنفق أكثر من 250 مليون دولار لدعم حملة ترامب، يتوقع أن يلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم الذكاء الاصطناعي بصفته رئيسًا لـ "قسم كفاءة الحكومة".
وكان ماسك قد رفع دعوى قضائية ضد OpenAI في مارس الماضي، زاعمًا أن الشركة تحولت إلى كيان ربحي يسيطر عليه مايكروسوفت. وردت OpenAI في منشور مدونتها بأن ماسك نفسه اقترح هذا الهيكل الربحي في 2017.
تعيينات جديدة في إدارة ترامب
في خطوة أخرى، أعلن ترامب عن تعيين ديفيد ساكس، مستثمر وصديق لماسك، في منصب "قيصر الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية" في البيت الأبيض، مما يعزز تأثير ماسك وحلفائه في الإدارة القادمة.
مع هذه التطورات، يبدو أن العلاقة بين ترامب وقطاع التكنولوجيا تدخل مرحلة جديدة مليئة بالتحالفات والتوترات التي قد تعيد تشكيل السياسة التكنولوجية في الولايات المتحدة.