ستراسبورج، 20 يناير/كانون ثان (إفي): طالب رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريجث ثاباتيرو اليوم بـ"عقد اجتماعي كبير" وتشريعات "جادة وحازمة" على الصعيد السياسي كي يتمكن الاتحاد الأوروبي من "لعب دور البطولة" في المرحلة المقبلة.
وخلال مثوله الأول أمام البرلمان الأوروبي لتقديم برنامج إسبانيا خلال رئاستها للاتحاد الأوروبي، تعهد ثاباتيرو بالعمل على إنشاء سوق طاقة وسوق رقمي أوروبي مشترك، فضلا عن دفع استراتيجية مشتركة لتصنيع السيارات الكهربائية، من منطلق الحفاظ على البيئة مع العمل على تأكيد الهوية الأوروبية في العالم.
وشدد ثاباتيرو على ضرورة "الإبقاء على خطط التحفيز المالي إلى أن تتم عملية تعافي الاقتصاد الأوروبي من الأزمة"، مؤكدا: "إذا لم نستغل طاقة 500 مليون أوروبي على الصعيد الاقتصادي وعشرات الآلاف من المصانع، فلن نتمكن من لعب دور البطولة على الساحة الاقتصادية الدولية، وسنتحول إلى مشاهدين لما يحدث".
ودعا ثاباتيرو الدول الأوروبية إلى "تبني سياسة اقتصادية مشتركة وإزالة الحواجز، مشددا على ضرورة منح المفوضية الأوروبية مزيد من الصلاحيات على الصعيد الاقتصادي، دون إغفال المسئولية التي تقع على عاتق كل دولة على حده".
وأكد رئيس الحكومة الإسباني على ضرورة التوصل إلى اتفاق سياسي كبير بين أصحاب الأعمال والعمال، والذين تمكنوا من الإبقاء على أوروبا قوية ومتماسكة في الأوقات الحالكة، مشيرا إلى أن الأزمة الاقتصادية هي الأسوأ منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وإزاء ارتفاع معدلات البطالة في إسبانيا، والتي أثارها الألماني المحافظ فرنر لانجينج أوضح ثاباتيرو: "إذا ارتفعت معدلات البطالة غدا في بلادك، فستكون إجابتي كرئيس حكومة وكأوروبي إبداء مزيد من التضامن والدعم ولن تكون بإلقاء التهم كما فعلت".
وكانت إسبانيا قد تولت رئاسة الاتحاد الأوروبي بشكل رسمي، في الثامن من الشهر الجاري، في حفل ترأسه العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس وقرينته الملكة صوفيا، أقيم في العاصمة الاسبانية مدريد بحضور كل من ثاباتيرو ووزير الخارجية السويدي كارل بيلدت، والذي قام بتسليم ثاباتيرو راية الاتحاد.
وتأتي الرئاسة الإسبانية للاتحاد وسط تغييرات هيكلية مؤسسية وسياسية بالمنظومة الأوروبية، تشهد ميلاد برلمان أوروبي جديد، ومفوضية أوروبية جديدة، وهيئات أوروبية تعمل وفق آليات جديدة، من منطلق تعزيز التجربة الديمقراطية، وفقا للمعايير التي حددتها معاهدة لشبونة.
جدير بالذكر أن إسبانيا التي تتولى الرئاسة الدورية الأوروبية للمرة الرابعة، حددت أربعة أهداف رئيسية تتمثل في: مواصلة الجهود من أجل تحقيق التعافي الاقتصادي وصولا إلى نموذج من النمو الاقتصادي المستدام يتيح خلق فرص عمل كريمة وذات جودة، وتعزيز المواطنة الأوروبية في القرن الواحد والعشرين وتعميق المساواة بين الجنسين، والترويج للاتحاد بوصفه لاعبا أساسيا في الدفاع عن حقوق الإنسان ومكافحة الفقر، وتطبيق وتفعيل معاهدة لشبونة.(إفي)