واشنطن، 13 أبريل/نيسان (إفي): بعد بضعة أيام على إعلان استراتيجيتها النووية الجديدة، بدأت العاصمة الأمريكية واشنطن استضافة قمة الأمن النووي وسط تطلعات أطراف شتى لإحلال الأمن في العالم، انطلاقا من تأمين المواد النووية.
وجلس ممثلون عن 47 دولة الاثنين حول نفس الطاولة في واشنطن خلال مأدبة عشاء رئاسية انطلقت بها رسميا فاعليات قمة الأمن النووية التي تستضيفها العاصمة الأمريكية على مدار يومين.
وحضر المأدبة العديد من زعماء الدول، من بينها الصين وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وروسيا والهند واليابان والبرازيل والمكسيك والأرجنتين وتشيلي وإسبانيا.
وانضم إليهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبي ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيو أمانو.
ورحب أوباما شخصيا بجميع رؤساء الوفود الحضور، الذين التقطتهم عدسات الكاميرات وهم يصافحون الرئيس الأمريكي فيما ظهر من خلفهم شعار القمة.
وكان من بين اللحظات المؤثرة، المصافحة التي جمعت أوباما بالسفير البولندي روبرت كوبيسكي الذي ارتدى رابطة عنق سوداء حدادا على مصرع رئيس بلاده ليخ كاتشينيسكي وقرينته و94 شخصا آخرين في حادث مأساوي إثر تحطم الطائرة التي كانت تقلهم أول أمس السبت في روسيا.
وتعد هذه القمة أكبر ملتقى لزعماء دوليين في الولايات المتحدة منذ عام 1945 ، ويهدف البيت الأبيض من ورائها إلى جذب الانتباه إلى قضية الأمن النوي، التي تراها واشنطن الخطر الأكبر على الأمن الدولي.
وقال كبير مستشاري البيت الأبيض لمكافحة الإرهاب جون برينان الاثنين إن "تهديد الإرهاب النووي واقع وحقيقي ومتزايد"، مؤكدا أن تنظيم القاعدة يمضي منذ أعوام في محاولة تصنيع سلاح نووي.
بدوره، أبرز نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال غداء عمل مع عدد من زعماء الدول النامية أن 22 كيلوجراما فقط من اليورانيوم عالي النقاء كافية لصنع قنبلة قادرة على تدمير قلب أي عاصمة عالمية كبرى، وقتل "عشرات أو مئات الآلاف من الأشخاص".
وللحيلولة دون ذلك، ستسعى الدول المشاركة في القمة إلى تبني خطة عمل لتأمين كل المواد النووية في العالم ومنع القاعدة أو أي تنظيم شبيه من الحصول على اليورانيوم أو البلوتونيوم النقي.
وحول هذا الهدف، ستدور محادثات اليوم الثلاثاء في مركز المؤتمرات في واشنطن، مقر القمة، حيث سيجرى اجتماعين بحضور جميع المشاركين، فضلا عن غداء عمل سيعقب بإعلان مشترك.
وبانتظار القرارات التي تصدر غدا، بدأت القمة بالفعل في حصد نتائج محددة وهامة.
فقد أعلنت أوكرانيا، عقب اجتماع ثنائي لأوباما مع نظيره الأوكراني فيكتور يانكوفيتش، أن كييف ستتخلى في بحر عامين، أي قبل قمة الأمن النووي المقبلة، عن اليورانيوم عالي التخصيب الذي تملكه، والكافي لصنع عدة قنابل نووية.
كما اتفقت واشنطن وبكين على التعاون في استصدار الأمم المتحدة لقرار بتوقيع عقوبات جديدة على البرنامج النووي الإيراني.
وأشار البيت الأبيض إلى أن أوباما ونظيره الصيني هو جينتاو أعطيا توجيهات لوفديهما لصياغة القرار الذي يوضح لإيران العواقب التي ستلحق بها في حال عدم رضوخها لرغبة المجتمع الدولي.
وكان الاجتماع بين زعيمي الولايات المتحدة والصين هو الأكثر أهمية وترقبا، في سلسلة لقاءات ثنائية لأوباما الذي استقبل الأحد زعماء الهند وكازاخستان وجنوب أفريقيا وباكستان ونيجيريا.
وأضيفت إلى هذه اللقاءات، اجتماعات أخرى الاثنين مع زعماء الأردن وماليزيا وأرمينيا وأوكرانيا والصين.
ومن المقرر أن يفسح الرئيس الأمريكي مجالا في أجندته الثلاثاء للقاء ممثلي ألمانيا وتركيا.
كما تعقد وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ووزير الطاقة ستيفن تشو لقاءات مع نظرائهما.
وتأتي قمة واشنطن عقب الخفض التاريخي للترسانة النووية الذي اتفقت عليه الولايات المتحدة وروسيا، وبعد أن أكدت إدارة أوباما أن استراتيجيتها النووية الجديدة تتضمن اللجوء إلى الأسلحة الذرية فقط في حالة "الضرورة القصوى". (إفي)