من تريفور هانيكت وجوناثان ستمبل
نيويورك (رويترز) - وجه الملياردير وارين بافيت الذي جلبت اختياراته من الأسهم على مدى عقود الثراء لأجيال من مساهمي بركشاير هاثاواي انتقادات حادة لصناعة الاستثمار مشجعا المستثمرين غير المتخصصين على الشراء في صناديق المؤشرات العادية.
وقال بافيت في رسالته السنوية لحملة الأسهم "عندما يدير أهل وول ستريت تريليونات الدولارات مقابل رسوم باهظة فسيكون من المعتاد أن تذهب الأرباح الدسمة إلى المديرين لا العملاء."
وأضاف "لكن على كبار المستثمرين وصغارهم أن يبقوا مع صناديق المؤشرات منخفضة التكلفة."
استغل بافيت (86 عاما) حنكته المالية ليصنع من بركشاير مجموعة عملاقة ويصبح ثاني أغنى رجل في العالم. ويقدر الرجل الذي يطلق عليه مريدوه لقب "عراف أوماها" أن البحث عن الأداء الفائق "أضاع" على المستثمرين أكثر من 100 مليار دولار في العشر سنوات الأخيرة.
ويوم السبت وصف بافيت جاك بوجل مؤسس مجموعة فانجارد "بالبطل" لجهوده المبكرة لتعميم صناديق المؤشرات.
بركشاير نفسها أبلت بلاء أفضل بكثير حيث ارتفع سعر سهمها 20.8 بالمئة سنويا منذ تولي بافيت زمام الشركة عام 1965 بينما لم تزد مكاسب مؤشر ستاندرد اند بورز 500 على 9.7 بالمئة وذلك بما يشمل توزيعات الأرباح النقدية.
لكن بافيت قال إن من الأفضل لمعظم مستثمري الأسهم أن يلجأوا إلى صناديق المؤشرات منخفضة التكلفة بدلا من دفع رسوم أعلى لمديري الاستثمار الذين كثيرا ما يكون أداؤهم دون المستوى.
كان بافيت قال في 2014 إنه ينوي وضع 90 بالمئة من الأموال التي سيتركها لزوجته أستريد لدى وفاته في صندوق لمؤشر ستاندرد اند بورز 500 وعشرة بالمئة في السندات الحكومية.
وإبان الأزمة المالية دخل بافيت في رهان مع أحد مؤسسي شركة إدارة الأصول بروتيج بارتنرز بمليون دولار على أن صندوق المؤشرات فانجارد ستاندرد اند بورز 500 سيتفوق على عدة مجموعات من صناديق التحوط على مر السنين.
وقال بافيت إن صندوق المؤشرات مرتفع 85.4 بالمئة في حين أن مجموعة صناديق التحوط مرتفعة بين 2.9 و62.8 بالمئة.
وقال يوم السبت إنه "ليس لديه شك" في أنه سيفوز بالرهان. وهو ينوي التبرع بالمال لمؤسسة الفتيات في أوماها.
وفي حين قال بافيت إنه لا صناديق التقاعد ولا "أصحاب الثروات الضخمة" أخذوا بنصيحته بشأن صناديق المؤشرات وإن "السلوك البشري لن يتغير" فإن بعض المستثمرين يحذون حذوه.
فرغم الصعود القوي لسوق الأسهم في الولايات المتحدة فقدت صناديق الاستثمار تحت الإدارة 342 مليار دولار العام الماضي ليستمر نزوح الأموال عنها للعام الثاني على التوالي.
في غضون ذلك اجتذبت الصناديق الخاملة وصناديق المؤشرات أموالا جديدة بنحو 506 مليارات دولار.
لكن تيم أرمور الرئيس التنفيذي لمجموعة كابيتال التي تدير أمريكان فندز وتستثمر 1.4 تريليون دولار إن صناديق المؤشرات قد تعرض المستثمرين لخسائر عندما يسوء أداء السوق.
وقال أرمور في بيان "لا نشكك في الأرقام التي قادت السيد بافيت وآخرين لتكوين وجهات نظرهم.. لكن حقيقة بسيطة تاهت وسط الجدال. ببساطة ليس كل مديري الاستثمار محدودي الكفاءة."
* القليل عن ترامب والخلافة
أعلنت بركشاير يوم السبت نمو أرباح الربع الأخير من العام الماضي 15 بالمئة على أساس سنوي حيث عوضت مكاسب الاستثمارات والمشتقات أثر هبوط أرباح بي.ان.اس.اف للسكك الحديدية ووحدات أخرى.
تملك بركشاير حصصا في عشرات الأسهم مثل أبل وكوكا كولا وويلز فارجو وأكبر أربع شركات طيران أمريكية وأكثر من ربع كرافت هاينز.
لم يتضمن خطاب العام العام الحالي ولا التقرير السنوي لبركشاير مؤشرات بشأن من سيخلف بافيت في منصب الرئيس التنفيذي وهو السؤال الذي يثير تكهنات المساهمين والسوق بشكل متزايد في السنوات الأخيرة.
لكن بافيت أغدق الثناء على أجيت جين المسؤول التنفيذي في بركشاير والذي يعتقد على نطاق واسع أنه المرشح الأول لمنصب الرئيس التنفيذي وذلك لإدارته السلسة لمعظم أنشطة التأمين للمجموعة.
انضم جين إلى بركشاير في 1986 وكلفه بافيت بقيادة أنشطة إعادة التأمين الصغيرة لشركة ناشونال إندمنيتي عندما كانت تمر بمتاعب.
منذ ذلك الحين حقق جين "عشرات المليارات لمساهمي بركشاير. إذا كان هناك أجيت آخر وكان بوسعكم مبادلتي به فلا تترددوا."
حققت بركشاير التي أصبحت من أكبر عشرة مساهمين في أبل عام 2016 نحو 1.6 مليار دولار من استثمارها في أبل بعد صعود سهم الشركة المصنعة لهاتف آيفون.
وتنبئ استثمارات بركشاير في شركات الطيران بأن بافيت قد تجاوز عزوفه الذي استمر 20 عاما عن القطاع بعد استثمار غير سار - لكنه قال إنه مجز - في مجموعة يو.اس اير.
ولم يأت بافيت المؤيد العلني لهيلاري كلينتون على ذكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاسم في رسالته.
لكنه تحدث عن حيوية المجتمع الأمريكي وإدماجه للمهاجرين وهي من أكثر القضايا إثارة للاستقطاب تحت رئاسة ترامب. وقال إن مستقبل الشركات والأسواق الأمريكية مشرق.
وقال "كلمة واحدة تلخص إنجازات بلدنا: معجزة.
"منذ بدأوا مسيرتهم قبل 240 عاما - حقبة زمنية أقل من ثلاثة أمثال أيامي على الأرض - دمج الأمريكيون بين البراعة الإنسانية ونظام السوق وطوفان المهاجرين الموهوبين والطموحين وحكم القانون لتحقيق خير وفير ما كان لأجدادنا أن يحلموا به."
(إعداد أحمد إلهامي للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)