Investing.com – حامت أسعار الذهب حول أعلى مستوياتها في شهرين ف التعاملات الأوروبية المبكرة لليوم الجمعة، وذلك بعد تفاقم التوترات الجيوسياسية المتعلقة بكوريا الشمالية، وإرتفاع الطلب على الأصول التي تصنف على أنها ملاذ آمن.
ففي قسم (كومكس) من بورصة نيويورك التجارية، إرتفعت عقود الذهب الآجلة تسليم كانون الأول/ديسمبر إلى أعلى مستوياتها خلال الجلسة الآسيوية عند 1,294.60 دولار للاونصة، وهو أعلى مستوياتها في شهرين. وعند إعداد هذا التقرير، كانت هذه العقود تتداول عند 1,291.15 دولار للأونصة.
وكانت هذه العقود قد أنهت تداولات أمس على ارتفاع بنسبة 0.84%، لتغلق عند مستوى 1,290.10 دولار للأونصة.
وكانت هذه العقود قد وجدت الدعم عند 1,280.30 دولار للأونصة حيث أدنى سعر ليوم الخميس، والمقاومة عند 1,297.60 دولار حيث أعلى سعر ليوم 7 حزيران/يونيو.
وتصاعدت حدة التوترات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وذلك بعد ان حذر الرئيس الأمريكي كوريا من مهاجمة (غوام) أو أي حلفاء أمريكيين.
وكان الإعلام التابع للدولة في كوريا الشمالية قد قال أن البلاد تحضر لخطة لضرب جزرة غوام الأمريكية بصواريخ متوسطة المدى بحلول أواسط الشهر الحالي. وفي محاولة منه لتهدئة الخطاب العدائي قال وزير الدفاع الأمريكي (جايمز ماتييس) أن الحرب ستكون "كارثية" وأن الدبلوماسية تحقق النتائج.
وقد دفعت هذه التوترات المتصاعدة المستثمرين إلى الإبتعاد عن الأصول الخطرة مثل الأسهم والعملات ذات العائد المرتفع، والتوجه إلى الأصول التي تعتبر ملاذاً آمناً، مثل الذهب والفرنك السويسري والين.
وعلى جبهة البيانات، وفي التقرير الرسمي الذي صدر يوم أمس، ذكرت وزارة التجارة الامريكية أن مؤشر أسعار المنتجين قد إنخفض بنسبة 0.1٪ خلال شهر تموز/يوليو، وهو ما جاء أسوأ من التوقعات التي كانت تترقب إرتفاعاً قدره 0.1٪، بعد ان كان هذا المؤشر قد سجل إرتفاعاً بنسبة 0.1٪ في الشهر السابق.
أما على أساس سنوي، فلقد إرتفع مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 1.9٪ خلال شهر تموز/يوليو مقارنة بذات الشهر من العام الماضي، وهو ما جاء أسوأ من توقعات المحللين، الذين توقعوا ارتفاع المؤشر بنسبة 2.2٪ وأسوأ من رقم الشهر السابق والبالغ 2.0٪.
كما أظهرالتقرير كذلك أن المؤشر الأساسي لأسعار المنتجين، والذي يستثني تكاليف الغذاء والطاقة، فلقد تراجع بنسبة معدلة موسمياً تبلغ 0.1٪ خلال شهر تموز/يوليو، وهو جاء أسوأ من توقعات المحللين الذين توقعوا ارتفاع المؤشر بنسبة 0.2٪ وأسوأ من رقم الشهر السابق والبالغ ارتفاع بنسبة 0.1٪.
أما على أساس سنوي، فلقد إرتفع المؤشر الأساسي لأسعار المنتجين بنسبة 1.8٪ خلال شهر تموز/يوليو مقارنة بذات الشهر من العام الماضي، وهو ما جاء دون مستوى أفضل من توقعات المحللين، الذين توقعوا ارتفاع المؤشر بنسبة 2.1٪ وكذلك أسوأ من رقم الشهر السابق والبالغ 1.9٪.
هذا وستركز الأسواق المالية العالمية على تقرير التضخم، وذلك بحثاً عن المزيد من الأدلة حول توقيت رفع سعر الفائدة القادم من طرف بنك الإحتياطي الفيدرالي، حيث ستصدر وزارة التجارة الأمريكية تقرير التضخم لشهر تموز/يوليو اليوم الجمعة عند الساعة 8:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (الساعة 12:30 ظهراً بتوقيت غرينيتش). ويتوقع المحللون الإقتصاديون أن ترتفع أسعار المستهلكين بنسبة 0.2٪، بينما من المتوقع أن يرتفع التضخم الأساسي في أسعار المستهلكين بنسبة 0.2٪. أما على أساس سنوي فتتوقع الأسواق ارتفاع التضخم بنسبة 1.7٪.
وينظر بنك الإحتياطي الفيدرالي إلى المؤشرات الأساسية للأسعار، كمقياس أفضل للضغوط التضخمية على المدى الطويل، لأنها تستبعد فئات المواد الغذائية والطاقة المعروفة بتقلباتها. وكان البنك قد أعلن في مناسبات عديدة أنه يستهدف الوصول بالتضخم إلى مستوى 2٪ أو أقل من ذلك بقليل. ويساهم إرتفاع التضخم في دفع بنك الاحتياطي الفيدرالي نحو رفع أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة.
ولا تزال الأسواق تشك في قدرة بنك الاحتياطي الفيدرالي على رفع أسعار الفائدة في اجتماع كانون الأول/ديسمبر وفقا لأداة متابعة الفائدة الفيدرالية الخاصة بموقع Investing.com، وذلك بسبب المخاوف من بقاء التخضم تحت المستوى المستهدف، ولكن من المتوقع على نطاق واسع أن تبدأ عملية خفض الميزانية العمومية العملاقة للبنك بحلول شهر أيلول/سبتمبر.
وكانت أسعار الذهب مدعومة بشكل جيد في جلسات التداول الأخيرة وسط تراجع واضح في توقعات رفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.
وتعتبر المعادن الثمينة حساسة للتحركات في أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، فإرتفاع الفائدة يرفع من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالأصول التي لا تولد العائد من حملها مثل سبائك المعادن الثمينة. وتنظر الأسواق إلى المسار التدريجي في رفع أسعار الفائدة على أنه أقل تهديداً لأسعار الذهب من سلسلة سريعة من قرارات الرفع المتتالية.
وكان مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد رفع أسعار الفائدة في اجتماع 13 و14 حزيران/يونيو، وتمسك بتوقعاته لرفع سعر الفائدة مرة أخرى هذا العام وثلاثة مرات في عام 2018، ولكن توقعات التضخم الضعيفة أثارت منذ ذلك الحين الشكوك حول ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون قادرا على المضي قدماً في قرارات الرفع كما يتمنى. وبحسب أداة متابعة الفائدة الفيدرالية الخاصة بموقع Investing.com فإن هنالك فرصة قدرها 40٪ فقط لرفع أسعأر الفائدة في كانون الأول/ديسمبر.
لم يشهد مؤشر الدولار والذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية أخرى، تغييراً يذكر، ليسجل 93.31، وليبقى قريباً نوعاً ما من أعلى أسعاره في أسبوع، والذي كان قد سجله يوم الأربعاء عند 93.77.
ومن أخبار تجارة المعادن كذلك، تراجعت أسعار عقود الفضة الآجلة تسليم أيلول/سبتمبر بنسبة 0.26٪ لتتداول عند 17.021 دولار للاونصة. أما عقود النحاس الآجلة تسليم أيلول/سبتمبر فلقد تراجعت بنسبة 0.79٪، لتتداول عند 2.8791 دولار للرطل.