من ستيفن كالين وأندرو أوزبورن
الرياض/موسكو (رويترز) - من المتوقع أن يبحث زعماء السعودية وروسيا، أكبر مصدرين للنفط في العالم، التعاون بشأن إنتاج الخام والخلافات بخصوص سوريا وإيران يوم الخميس خلال أول زيارة يقوم بها ملك سعودي إلى موسكو.
ومن المحتمل أيضا توقيع سلسلة من الاتفاقات الاستثمارية، بما فيها مشروع للغاز الطبيعي المسال ومحطات للبتروكيماويات، خلال زيارة الملك سلمان. ومن المرجح أيضا وضع اللمسات النهائية على خطط لإنشاء صندوق حجمه مليار دولار للاستثمار في مشروعات الطاقة.
وتشمل الزيارة محادثات في الكرملين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتعكس تعزيزا سريعا للعلاقات بين البلدين بدافع الحاجة المشتركة إلى وقف التراجع في أسعار النفط العالمية.
وساعد البلدان في إبرام اتفاق بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين من خارجها لخفض الإنتاج حتى نهاية مارس آذار 2018 غير أنهما يدعمان أطرافا متنافسة في الحرب الأهلية بسوريا.
فالرياض تدعم فصائل معارضة تقاتل قوات الرئيس السوري بشار الأسد بينما تساند قوات روسية وفصائل مدعومة من إيران الأسد. ويضع هذا موسكو في صف إيران خصم السعودية اللدود والتي تخشى الرياض اتساع نفوذها في المنطقة.
وقال مارك إن.كاتز خبير العلاقات بين روسيا والشرق الأوسط في جامعة جورج ماسون "يريد السعوديون المساعدة فيما يتعلق بإيران وتريد روسيا التجارة والاستثمار".
وأضاف "من المنظور السعودي.. الأمران مرتبطان ببعضهما قطعا وسوف يحاول الروس الفصل بينهما".
ووضعت لافتات على الطريق من المطار إلى وسط موسكو ترحب بالعاهل السعودي باللغتين العربية والروسية.
كان ابنه الأمير محمد بن سلمان قد زار روسيا في مايو أيار قبيل تصعيده إلى ولاية العهد. واتفق الصندوقان السياديان للبلدين في العام 2015 على استثمارات بعشرة مليارات دولار.
وسوف يتضمن منتدى تجاري كلمات لوزراء كبار ورؤساء شركتي النفط الوطنيتين العملاقتين أرامكو السعودية وجازبروم الروسية فضلا عن عرض لبرنامج الإصلاح السعودي (رؤية 2030) الذي يهدف لإنهاء اعتماد المملكة على النفط.
*سوريا وإيران
ترى موسكو الزيارة ثمرة لتدخلها منذ أكثر من عامين في سوريا وإقرارا بنفوذها المتنامي في الشرق الأوسط.
وقال كريس ويفر الخبير لدى شركة ماكرو-أدفايزوري المحدودة للاستشارات الاقتصادية والسياسية "حتى قبل 12 شهرا فقط كانت الرياض تنتقد بشدة تدخل روسيا في سوريا وكانت العلاقات تبدو مجمدة كما كانت دوما".
وأضاف "الآن تغير هذا 180 درجة. حيث يرى البلدان حاليا مزايا سياسية واقتصادية لتوثيق العلاقة بينهما حتى وإن كانت قائمة على المنفعة. تهدف هذه الزيارة لضمان أن تبقى العلاقة على المسار الصحيح".
وسوف تركز المناقشات بخصوص سوريا على الأرجح على الوضع الذي سيكون عليه هذا البلد ما إن تتم هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية وعلى مستقبل الأسد وما الذي يمكن أن تحققه محادثات السلام بين المعارضة المدعومة من السعودية ودمشق فضلا عن إنشاء مناطق جديدة لعدم التصعيد في سوريا. وربما يسعى الملك أيضا إلى الحصول على ضمانات بألا يكون لإيران دور دائم في سوريا.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن موسكو تأمل أن تبث زيارة العاهل السعودي الروح في علاقة تملك إمكانات هائلة ومهتمة أيضا بمواصلة الحوار مع الرياض "بشأن الشرق الأوسط وسوريا على وجه الخصوص".
وسوف تسلط الأنظار أيضا على أي نقاش بين البلدين بخصوص أوضاع سوق النفط وفاعلية الإجراءات الرامية لدعم أسعار الخام من خلال خفض الإمدادات.
وضغط هبوط أسعار النفط خلال الأعوام الثلاثة الماضية على ميزانيات البلدين المنتجين للخام وهو ما يجعل تمديد اتفاق الخفض المشترك للإمدادات لما بعد 2018 أكثر ترجيحا.
وقالت موسكو الشهر الماضي إنها بحثت مع الرياض تمديد الاتفاق لكن لم يتم اتخاذ أي قرارات محددة قبيل اجتماع المنتجين في فيينا في 30 من نوفمبر تشرين الثاني.
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك في مقابلة أذيعت يوم الاثنين إن الصندوق المزمع إنشاؤه بقيمة مليار دولار للاستثمار في مشروعات الطاقة جزء من جهود تعزيز التعاون في قطاعات النفط والغاز والكهرباء والطاقة المتجددة وغيرها من المشروعات.
وأضاف نوفاك أن الشركات الروسية تبحث أيضا صفقات مع شركة أرامكو السعودية من بينها تقديم خدمات الحفر في السعودية واهتمام شركة النفط الروسية العملاقة روسنفت بتجارة الخام.
وقال وزير الاقتصاد الروسي ماكسيم أوريشكين يوم الثلاثاء إن المستثمرين مهتمون بمشروع محطة للطاقة النووية تريد السعودية بناءها وإنه سيتم عرض فرص استثمارية على السعوديين منها الاستثمار في شركة الشحن سوفكومفلوت.
وقال مصدر في قطاع الطاقة الروسي إن من المتوقع توقيع مذكرة تفاهم بين شركة الغاز الروسية نوفاتك والسعودية بخصوص مشروع للغاز الطبيعي المسال في القطب الشمالي من المستهدف أن يبدأ تشغيله في عشرينات القرن الحالي.
وأضاف أن التفاصيل لا تزال قيد المناقشة. وتود روسيا أن تصبح السعودية مساهما في المشروع لكن المصدر ذكر أن المملكة يمكن أيضا أن تضطلع بأدوار أخرى.
ومن المنتظر كذلك أن توقع أرامكو والشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك (SE:2010)) مذكرة تفاهم مع سيبور أكبر شركة للبتروكيماويات في روسيا لبحث فرص بناء مصانع للبتروكيماويات في البلدين.
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير دينا عادل)