من نيك زيمينسكي ودانيال تروتا
نيويورك (رويترز) - فجر رجل قنبلة بدائية الصنع مربوطة حول جسده في محطة لنقل الركاب في نيويورك خلال ساعة الذروة الصباحية فأصاب نفسه وثلاثة آخرين فيما وصفه رئيس بلدية المدينة بيل دي بلاسيو بأنها محاولة هجوم إرهابي.
وقال مفوض إدارة شرطة نيويورك إن المشتبه به في الهجوم الذي وقع بالقرب من ساحة تايمز سكوير اسمه عقيد الله. وأصيب المشتبه به بحروق وجروح غائرة في حين أصيب الثلاثة الآخرون، وبينهم ضابط شرطة، بجروح طفيفة.
وأفادت الشرطة بأن المادة الناسفة كانت موضوعة في أنبوب ومثبتة بالمشتبه به بأشرطة لاصقة. ووصف حاكم نيويورك أندرو كومو، متحدثا في مؤتمر صحفي قرب الموقع، العبوة الناسفة بأنها "غير احترافية".
وقال دي بلاسيو في نفس المؤتمر الصحفي إن الواقعة "محاولة هجوم إرهابي".
وأضاف "تتمحور حياتنا نحن سكان نيويورك حول قطارات الأنفاق. وعندما نسمع عن هجوم في قطارات الأنفاق يثير ذلك قلقا شديدا".
وقال جون ميلر، نائب رئيس مفوض المخابرات ومكافحة الإرهاب،إن نيويورك هدف.
واستشهد ميلر بهجمات 11 سبتمبر أيلول 2011 التي قتل فيها أكثر من 2750 شخصا في نيويورك ونحو ثلاثة آلاف شخص في المجمل وبتفجير مركز التجارة العالمي في السادس من فبراير شباط 1993 الذي أودى بحياة ستة أشخاص.
وقال "في عالم ما بعد 11 سبتمبر كانت هناك أيضا، مثلما تعرفون، حوالي 26 مؤامرة يمكننا الحديث عنها وجرى منعها من خلال المخابرات والتحقيقات والتدخل".
وذكرت الشرطة أن كاميرات الأمن التقطت صورا للحادث. وظهر في تسجيل مصور منشور على موقع نيويورك بوست دوت كوم دخان ورجل ممدد في النفق الذي يربط محطة قطارات الأنفاق في تايمز سكوير بمحطة الحافلات. وفي صورة فوتوغرافية ظهر رجل ممدد على بطنه وملابسه ممزقه وبجذعه حروق.
وقال مرتاد للمحطة يدعى دييجو فرنانديز "كان هناك تدافع في الدرج للخروج... الجميع كان خائفا ويركض ويصرخ".
وقالت مواطنة من بنسلفانيا تدعى أليشيا ولودكوسكي بينما كانت جالسة في مطعم بمحطة الحافلات "فجأة شاهدت مجموعة من الأشخاص.. ستة على ما يبدو، يركضون كالمجانين. امرأة سقطت. لم يتوقف أحد حتى ليساعدها لأن حالة الفزع كانت كبيرة جدا".
وأغلقت محطة الحافلات مؤقتا وأغلق قطاع كبير من وسط مانهاتن أمام حركة السير. وبدأت خدمة قطارات الأنفاق تعود إلى طبيعتها بعد تعطلها في وقت سابق.
وقالت قناة (دبليو.ايه.بي.سي) التلفزيونية المحلية إن المشتبه به في العشرينات من عمره وهو موجود في الولايات المتحدة منذ سبع سنوات ويسكن في مكان في بروكلين في نيويورك. وأغلقت الشرطة المبنى بأكمله وانتشرت بكثافة خارجه.
وأثرت أنباء الواقعة على الأسواق المالية حيث تسببت في تراجع أسواق الأسهم لفترة وجيزة في بداية تعاملات الأسبوع وأعطت دفعة طفيفة للأصول التي تمثل ملاذات آمنة مثل سندات الخزانة الأمريكية.
وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر ستاندر آند بورز 500 في اللحظات التي أعقبت التقارير الأولية عن الانفجار لكن مؤشرات الأسهم الرئيسية فتحت على ارتفاع طفيف لاحقا.
جاء الحادث بعد أقل من شهرين من قيام مهاجر أوزبكي بقتل ثمانية أشخاص باقتحامه مسارا للدراجات في نيويورك بسيارته في هجوم أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه.
وفي سبتمبر أيلول 2016 أصاب رجل أكثر من 24 شخصا عندما فجر قنبلة بدائية الصنع في حي تشيلسي بنيويورك.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)