من توفان جومروكتشو
أنقرة (رويترز) - طالبت تركيا يوم الأربعاء روسيا وإيران بالضغط على السلطات السورية لتوقف هجوما عسكريا في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة بشمال غرب سوريا والذي بدأته دمشق رغم اتفاق دولي للحد من الأعمال القتالية هناك.
ويعتقد أن هناك نحو ثلاثة ملايين شخص في منطقة إدلب. وازداد العدد بتوافد مقاتلين ومدنيين فروا أمام تقدم الجيش السوري في مناطق أخرى في سوريا. وقد يتسبب صراع جديد في مزيد من النزوح على الحدود التركية الجنوبية.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن على روسيا وإيران تنفيذ واجباتهما بموجب اتفاق مشترك تم إبرامه مع تركيا العام الماضي وأعلنت الدول الثلاث بموجبه إقامة "منطقة عدم تصعيد" في إدلب.
وأضاف أن المكاسب التي يحققها الجيش السوري والقوات المتحالفة معه في إدلب لم تكن لتتحقق دون دعم موسكو وطهران، وهما داعمتان للرئيس بشار الأسد في الصراع السوري الدائر منذ ست سنوات.
وقال تشاووش أوغلو في مقابلة مع وكالة الأناضول للأنباء بثتها قنوات تلفزيونية تركية "يجب أن تنفذ إيران وروسيا مسؤولياتهما. إذا كنتما ضامنين (للاتفاق)، وأنتما كذلك فعلا، فأوقفا النظام (السوري)".
واستدعت الخارجية التركية سفيري إيران وروسيا يوم الثلاثاء لإبداء الاحتجاج على الانتهاكات في منطقة عدم التصعيد في إدلب. وقال تشاووش أوغلو إن الرئيس رجب طيب إردوغان قد يتصل بنظيره الروسي فلاديمير بوتين لبحث الأمر.
وبدأت تركيا المعارضة للأسد في الآونة الأخيرة العمل مع حليفتيه روسيا وإيران بهدف التوصل إلى حل سياسي للصراع. لكن تشاووش أوغلو قال إن هجوم إدلب يهدد هذه الجهود.
وقال "هذه ليست ضربة جوية بسيطة، النظام يتقدم داخل إدلب. الهدف مختلف هنا... إذا كان الهدف هو تغيير موقف بعض جماعات المعارضة غير الراغبة في المشاركة في (محادثات) سوتشي، فإن النتائج ستكون عكسية".
وبدأ الجيش السوري هجوما في أواخر أكتوبر تشرين الأول في محافظة حماة بمساعدة من مقاتلين تدعمهم إيران والقوة الجوية الروسية. وبحلول مطلع الأسبوع الجاري تقدمت هذه القوات إلى داخل إدلب بالقرب من مطار عسكري خاضع للمعارضة.
* 60 ألف نازح
تفيد تقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن القتال والضربات الجوية أجبرت أكثر من 60 ألف شخص على ترك ديارهم منذ الأول من نوفمبر تشرين الثاني.
وجماعة المعارضة الأساسية في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا هي هيئة تحرير الشام التي تقودها الجماعة التي كانت تابعة لتنظيم القاعدة في سوريا والتي كانت تعرف بجبهة النصرة.
وقال تشاووش أوغلو "ما أراه هنا هو استغلال وجود النصرة وهيئة تحرير الشام كذريعة لمهاجمة المدنيين وجماعات المعارضة المعتدلة".
وبموجب الاتفاق المبرم العام الماضي مع إيران وروسيا، تقول تركيا إنها نشرت قوات في نقاط مراقبة في شمال إدلب على بعد 60 كيلومترا تقريبا إلى الشمال من المنطقة التي شهدت أحدث هجمات الجيش السوري.
وقال تشاووش أوغلو إن أنقرة ستستضيف اجتماعا بشأن سوريا مع الدول المتفقة معها في التوجهات بعد القمة التي تعقد في مدينة سوتشي الروسية التي تستضيف مؤتمر الحوار الوطني السوري المقرر أواخر الشهر الجاري.
واستعادت القوات الحكومية السورية بدعم روسي وإيراني مساحات واسعة من الأراضي من المعارضة ومسلحي تنظيم الدولة الإسلامية خلال العام المنصرم.
(إعداد دعاء محمد للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)