لندن (رويترز) - وعد الرئيس الإيراني حسن روحاني شعبه يوم الثلاثاء بمعالجة الضغوط الاقتصادية الناجمة عن العقوبات الأمريكية الجديدة، وذلك بعد يوم من تجمهر تجار أمام البرلمان احتجاجا على التراجع الحاد في قيمة العملة المحلية.
وذكرت وكالة أنباء فارس أن أجزاء من منطقة البازار في طهران دخلت في إضراب لليوم الثاني وأن المحتجين رددوا شعارات مناهضة للحكومة في الشوارع المحيطة. ولم يتسن لرويترز التأكد من التقرير.
وجابت دوريات من الشرطة المنطقة يوم الاثنين بعد اشتباكات مع محتجين غاضبين بسبب انهيار الريال مما أدى لاضطرابات في حركة التجارة والأعمال نتيجة ارتفاع تكلفة الاستيراد.
وقال روحاني مدافعا عن سجله الاقتصادي في كلمة بثها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة إن دخل الحكومة لم يتأثر في الأشهر القليلة الماضية وإن تراجع الريال سببه "دعاية الإعلام الأجنبي".
وأضاف في كلمة بثها التلفزيون الإيراني على الهواء مباشرة "حتى في أسوأ الأحوال، أعد بتوفير الاحتياجات الأساسية للإيرانيين. لدينا ما يكفي من السكر والقمح وزيت الطعام. لدينا ما يكفي من العملة الصعبة لضخها في السوق".
وستبدأ واشنطن خلال أشهر إعادة فرض عقوبات اقتصادية على طهران بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من اتفاق بين القوى العالمية وإيران يقضي بتخفيف العقوبات مقابل قيود على البرنامج النووي الإيراني.
وربما تؤثر هذه العقوبات على إيرادات إيران من العملة الصعبة من صادرات النفط مما قد يدفع الإيرانيين للتكالب على تحويل مدخراتهم إلى الدولار.
وقدر صندوق النقد الدولي في مارس آذار ما تملكه الحكومة من أصول أجنبية واحتياطيات بنحو 112 مليار دولار وقال إن إيران تدير فائضا تجاريا. وتشير هذه الأرقام إلى أن إيران ربما تصمد في وجه العقوبات دون أزمة في المدفوعات الخارجية.
* "عقاب قاس"
حذر رئيس السلطة القضائية الإيرانية آية الله صادق لاريجاني يوم الثلاثاء من أن عقوبة الإعدام والسجن 20 عاما في انتظار المدانين بالمشاركة في الإخلال بالشؤون الاقتصادية في البلاد.
ونقلت وكالة أنباء فارس عنه قوله "يحاول العدو الآن تخريب اقتصادنا عن طريق عملية نفسية. حاول البعض في الأيام الماضية إغلاق البازار لكن الشرطة أحبطت مؤامرتهم".
وقال مدعي المحاكم العامة والثورية بطهران عباس جعفري دولت آبادي إنه تم اعتقال بعض مثيري أعمال الشغب التي وقعت في منطقة البازار يوم الاثنين وإنه لن يطلق سراحهم لحين محاكمتهم.
وتطبق الحكومة الإيرانية خططا جديدة للسيطرة على ارتفاع الأسعار من بينها حظر استيراد أكثر من 1300 منتج حتى تهيئ اقتصادها لمقاومة العقوبات الأمريكية.
وقال روحاني إن العقوبات الأمريكية الجديدة جزء من "حرب نفسية واقتصادية وسياسية" مضيفا أن واشنطن ستدفع ثمنا أفعالها غاليا.
وأضاف "الانسحاب هو أسوأ قرار كان من الممكن أن يتخذه (ترامب). إنه مروع. أضر بسمعة أمريكا عالميا".
وفي ديسمبر كانون الأول امتدت المظاهرات التي بدأت بسبب الصعوبات الاقتصادية لأكثر من 80 مدينة وبلدة إيرانية. ومات ما لا يقل عن 25 شخصا في الاضطرابات الناجمة عن ذلك خلال أكبر تعبير عن الغضب الشعبي منذ نحو عشر سنوات.
(إعداد سامح الخطيب للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)