سان بطرسبرج (روسيا) (رويترز) - في أغلب الأوقات يمضي رومان ريدمان بعض الساعات الإضافية في مطبخ مطعمه في سان بطرسبرج الذي يقدم شرائح اللحم والبرجر ليطهو الطعام من أجل عملاء مختلفين.. الفقراء والمشردون بالمدينة.
وينقل متطوعون حساء اللحم والملفوف (الكرنب) وهو وجبة شهيرة في روسيا داخل أوعية كبيرة إلى أماكن في أنحاء المدينة يعيش فيها أشخاص حياة قاسية أو على معاشات حكومية ضئيلة.
ويوزع الحساء مجانا حتى يتناوله الناس أو يحتفظون به، ويكون محل ترحيب أكبر في الشتاء إذ تنخفض درجات الحرارة في المدينة لتصل إلى 20 درجة مئوية تحت الصفر.
وقال رجل بعد أن تناول الحساء الذي حصل عليه من صندوق شاحنة في ليلة شديدة البرودة الشهر الماضي "إنه السبب الوحيد في بقائي حيا".
وتفيد الإحصاءات الرسمية بأن هناك نحو 65 ألف مشرد في روسيا، لكن آخرين يقولون إن العدد الحقيقي أكبر بكثير.
وتدير جمعية نوتشليجكا الخيرية الشاحنة التي تنقل الطعام وتتوقف في أربعة أماكن في المدينة كل يوم تقريبا لتقديم الحساء والشاي إضافة إلى مساهمات من مطاعم شريكة مثل هولي ريبس، حيث يعمل ريدمان، وإيتاليا.
وقال ريدمان "تفتقر المدينة لهذا النوع من المشروعات ويجب أن يكون هناك المزيد منها".
وليس كل من يصطفون للحصول على الحساء مشردين لكن بينهم متقاعدين أيضا.
وقال أحدهم ويدعى سيرجي إنه ينفق نصف معاشه الشهري الذي يبلغ تسعة آلاف روبل لسداد قرض. وأضاف "من المستحيل أن تعيش على 4500 روبل (68 دولارا)، أليس كذلك؟".
وبالنسبة لمشرد عرف عن نفسه بأنه "الدوق"، فإن الحساء الساخن يساعده على الصمود في الشتاء.
وقال "لا يمكن طهو أي شيء في الشارع وتساعدنا نوتشليجكا بالحساء الدافئ والشاي... على الأقل يمكنك إحضار زجاجة معك إلى القبو وتضعها على أنبوب تدفئة لتسخين الشاي".
(إعداد دعاء محمد للنشرة العربية - تحرير سها جادو)