investing.com - في أكتوبر من العام الماضي، عقد مؤتمر "دافوس لجيل الألفية" الخاص بصناعة العملات الرقمية والبلوكتشين، وحضره العديد من الشخصيات البارزة مثل الشريك السابق لمصرف "جولدمان ساكس" والرئيس التنفيذي لشركة "جلاكسي ديجيتال"، مايك نوفوغراتز.
وفي إحدى الحلقات النقاشية، وجهت الكثير من الأسئلة لنوفوغراتز، كان أهمها هو التساؤل عن الثورة التي كان من المفترض أن تحققها العملات الرقمية في بنية الاقتصادات العالمية وتجاوز القبضة الخانقة المركزية للحكومات على الشعوب.
ومن جانبه، أوضح نوفوغراتز أنه لا يعتقد أن العملات الرقمية قادرة على إلغاء سيطرة الحكومات على الشعوب في أي وقت قريب، ولكن هذه الأصول الجديد وتقنية البلوكتشين ستساعد في إلغاء الحاجة إلى الوسطاء والأطراف الثالثة.
وفي هذه الأثناء، تتداول وسائل الإعلام الأخبار عن قيام أكبر مصرف أمريكي "جي بي مورغان (NYSE:JPM) تشيس"عن إصداره لعملة رقمية باسم "JPM" واختبار نموذج أولي للعملة. هذه العملة ستكون متاحة لعملاء المصرف الكبار من المؤسسات المالية، وتهدف إلى تسريع إجراء تحويلات المبالغ الكبيرة عبر الحدود.
إن زيادة سرعة المعاملات في المصرف هي أبعد ما تكون عن الثورة التي نادى بها المتبنون الأوائل وداعمي صناعة التشفير، ولكن في الوقت الحالي يتركز الاهتمام حاليا على إجراء تحسينات هامشية في الاقتصاد العالمي مثل سلاسل إمداد أكثر كفاءة، معاملات تجارية أسرع، وبشكل عام تحسين التحويلات المالية الدولية.
ومن غير الواضح حتى الآن، ما إذا كانت صناعة العملات الرقمية والبلوكتشين ستكتفي بالقيام بهذا الدور السابق ذكره أم ستنتقل إلى مرحلة جديدة وتحقق ثورة فعلية في الاقتصادات العالمية. ولكن الأكيد أن هذه الأصول الرقمية لم تنجح في القضاء على الوسطاء حتى الآن، بل يستخدمها الوسطاء لترسيخ مكانتهم وتحقيق الأرباح، مما يترك داعمي التشفير والمؤمنين بهذه الصناعة يشعرون بخيبة أمل شديدة.