من ألان تشارليش
وارسو (رويترز) - دعت السفيرة الأمريكية في وارسو جورجيت موسباكر إسرائيل يوم الأربعاء إلى الاعتذار لبولندا فيما يتعلق بخلاف بين البلدين بشأن المحرقة النازية (الهولوكوست) وذلك بعدما قال القائم بأعمال وزير الخارجية الإسرائيلي إن "الكثير من البولنديين" تعاونوا مع النازية.
وكانت شرارة الخلاف تقارير إعلامية أشارت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتهم البولنديين بالتواطؤ في المحرقة. وتأججت الأزمة يوم الاثنين بسبب تصريحات إسرائيل كاتس القائم بأعمال وزير الخارجية الذي وصف البولنديين أيضا بأنهم معادون للسامية.
وأدت تصريحات كاتس إلى انسحاب بولندا من قمة لدول وسط أوروبا في إسرائيل.
وردا على سؤال عما إذا كان يتعين على كاتس الاعتذار قالت موسباكر إن التصريحات "تستلزم اعتذارا".
وأضافت أن حليفين قويين مثل إسرائيل وبولندا "ينبغي ألا يستخدما مثل هذا الخطاب".
وكانت بولندا موطنا لإحدى أكبر الجاليات اليهودية قبل الحرب العالمية الثانية لكن ما يربو على ثلاثة ملايين يهودي بولندي قتلوا في المحرقة.
وما زال بولنديون كثيرون يرفضون تقبل الأبحاث التي تشير إلى ضلوع الآلاف في المحرقة فضلا عن الآلاف الذين خاطروا بحياتهم لمساعدة اليهود.
وكاتس عضو في حزب ليكود اليميني الذي ينتمي إليه نتنياهو ويتصدر حاليا استطلاعات الرأي قبل الانتخابات العامة المقررة في أبريل نيسان.
وواجه نتنياهو الذي قال مكتبه إن تصريحاته الأولى أسيء فهمها انتقادات في إسرائيل حيث رأى البعض أنه يحاول كسب حلفاء في وسط أوروبا على حساب مراجعة تاريخ المحرقة النازية وتبييض وجه معاداة السامية.
وكان نتنياهو يأمل أيضا في أن تحسن قمة فيشجراد التي قاطعتها بولندا صورته الدبلوماسية في وقت الحملات الانتخابية.
وقال مكتب نتنياهو في بيان إن صحيفة جيروزالم بوست أساءت نقل تصريحات رئيس الوزراء الذي زار وارسو مؤخرا لحضور مؤتمر بخصوص الشرق الأوسط برعاية الولايات المتحدة. ونشرت الصحيفة تصحيحا للقصة.
وقالت تسيبي حوتوفلي نائبة وزير الخارجية وهي عضو أيضا في حزب ليكود يوم الأربعاء إن هناك بولنديين تعاونوا مع النازيين كما أن هناك بولنديين أنقذوا اليهود.
وأضافت في مقابلة مع إذاعة ريشت بيت "لا يمكن تحميل الأمة البولندية برمتها مسؤولية الهولوكوست. بولندا واحدة من أكثر الدول ودا تجاه إسرائيل... ما زالت التفاهمات بيننا وبين بولندا قائمة".
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير سها جادو)