- Investing.com يرى البعض أن تراجع تقلبات التي شهدها سوق الأسهم المالية خلال الفترة الأخيرة أمر جيد، وهو كذلك بالفعل، إذا لم يكن يخفي المشاكل أو يتجاهلها، لذا فمن الأفضل أن يكون المستثمرين على استعداد للنهايات السريعة المفاجئة وخاصة غير السارة.
وبخصوص هذا الأمر، يقول "بيتر تشيتشيني" المحلل لدى "كانتور فيتزجيرالد"،إنه نادرًا ما تزيد التقلبات بشكل تدريجي، وتميل إلى الارتفاع الحاد بالتزامن مع الحركة الجامحة للموجة الصعودية للأسهم خلال وقت متأخر من الدورة الاقتصادية.
في الوقت الحالي، تتراجع تقلبات الأسعار عبر الأصول المختلفة بشكل استثنائي، وذلك مع إظهار البنوك المركزية الرئيسية وضوحًا نسبيًا في سياستها المالية، بجانب العلامات التي تدل على نجاح التحفيز الصيني، مع استقرار النمو العالمي.
ولا يزال مؤشر "موف" لتقلبات سندات الخزانة الأمريكية بالقرب من مستواه القياسي المتدني المسجل في مارس الماضي، وقد تراجع مؤشر "جيه بي مورجان" لتقلبات سوق الصرف العالمي إلى مستوى غير مسبوق منذ عام 2014، كما تراجع مؤشر "فيكس" لتقلبات بورصة "وول ستريت" إلى أدنى مستوياته منذ أكتوبر 2018.
وبالرغم من ذلك يرى المحللين لدى "موجان ستانلي" و"أندرو شيتس" و"هارلي باسمان" أن تراجع تقلبات الأسواق لن يستمر طويلًا، وحذروا من انقلاب الأمور رأسًا على عقب، إذ قال "شيتس" إن التقلبات سوف تزيد إذا بقى الاحتياطي الفيدرالي بعيدًا عن التشديد وكانت البيانات الاقتصادية ضعيفة، أما إذا كانت البيانات قوية وأعلنت البنوك المركزية عدم نيتها تشديد السياسات، فإن هذا سيؤدي إلى مزيد من المخاطرة وبالتالي ارتفاع التقلبات.
شهد شهر فبراير الماضي العديد من المفاجآت في الأسواق، فبعد أن ظل مؤشر "فيكس" متراجعًا بشكل غير معتاد على مدار عام 2017، ودفع المستثمرين إلى شعور زائف بالقناعة والرضا، ارتفاع بشكل مفاجئ إلى 37.32 نقطة في الخامس من فبراير 2019، مع تراجع الأسهم.
هناك مجموعة من الدوافع التي تشير إلى إحتمالية تقلب الأسعار، منها تدهور العلاقات التجارية العالمية، والصدمات الجيوسياسية، والانكماش الاقتصادي، وعودة الاحتياطي الفيدرالي لرفع معدل الفائدة، بالإضافة إلى السيولة.
ويرى محللي "سوستيه جنرال" أن تراجع السيولة سيجعل التقلبات أكثر سوءًا مع ظهور أي مشكلة، ونصحوا بالتوجه إلى أسهم التكنولوجيا والسلع الاستهلاكية والشركات الصناعية والمرافق، حيث تزيد التقلبات بشكل كبير في هذه القطاعات خلال فترة الركود.
كما يروا أن التقلبات النسبية للقيمة تشكل فرضة لبعض المستثمرين، ونصحوا بالرهان على تقلبات قوية للجنيه الاسترليني أمام الدولار الأمريكي، وعدم النظر إلى تقلبات أسهم "فوتسي 100"، لأن نتائج "بريكست" سوف تكون أكثر تأثيرًا على العملة.
على المدى القصير، سيكون من الصعب تخلي الأسواق عن بيئة التقلبات المنخفضة، وسيتطلب الأمر عامل أساسي مثل الحرب التجارية العالمية، التي يصحبها خلافات جيوسياسية، أو إعادة صياغة سياسة الفائدة بشكل مثير، أو توقعات تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي.