موسكو، 24 يناير/كانون ثان (إفي): عاشت العاصمة الروسية موسكو يوما دمويا بعد أن أسفر الانفجار الناجم عن هجوم إرهابي على مطار دوموديدوف الدولي عن مصرع 35 شخصا على الأقل وإصابة 170 آخرين، بحسب ما أعلنته المتحدثة الرسمية باسم المطار إيلينا جالانوفا.
وأدان قادة وزعماء العالم الحادث الأليم، حيث قدم الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعازيه لأقارب وعائلات الضحايا، كما أعرب عن تضامنه مع روسيا في محاربة الإرهاب والقضاء على جذوره.
وبالمثل استنكر الإتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) الهجوم الإرهابي، بينما أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن عميق حزنها على ضحايا الحادث.
وقدم رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني دعمه ومواساته للرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف ونظيره فلاديمير بوتين، فيما ندد رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريجث ثاباتيرو بالهجوم الإرهابي.
ومن جانبها أكدت المتحدثة باسم وزارة الصحة صوفيا ماليافينا، أن حصيلة ضحايا الهجوم الذي يشتبه في ارتكابه من قبل انتحاري بعبوة متوسطة قابلة للزيادة نظرا لوجود أكثر من 40 في حالة خطرة بين المصابين.
من ناحية أخرى ذكرت وكالة (إيتار تاس) نقلا عن مصادر أمنية أن هناك احتمالات في أن يكون الهجوم قد تم ارتكابه بواسطة إرهابي انتحاري أو أكثر، موضحة أن رئيس الوزراء فلاديمير بوتين، تمت احاطته علما بالحادث فور وقوعه.
في الوقت نفسه قطع الرئيس الروسي مشاركته في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، عقب علمه بالحادث، فيما أصدر تعليماته بتشديد الإجراءات الأمنية حول المطارات وشبكات السكك الحديدية بحسب بيان صادر عن الكرملين.
ووقع الانفجار حوالي 16.40 دقيقة بالتوقيت المحلي (13.40 ت.ج) أثناء اكتظاظ الصالة الدولية بالمسافرين، في مطار دومودوف الدولي، أحد المطارات الروسية الأربعة الرئيسية، مما اضطر سلطات المطار إلى تأجيل هبوط وإقلاع العديد من الرحلات وتحويل الطائرات القادمة إلى مطارات أخرى قريبة.
وأمرت السلطات المعنية في الحال بتشديد إجراءات الأمن حول المطارات وداخلها، وكذلك بالنسبة لشبكة المترو وخطوط السكك الحديدية تحسبا لوقوع اعتداءات أخرى، مثل الهجوم الانتحاري الذي شهدته العاصمة في مارس/آذار الماضي، وراح ضحيته أكثر من 40 شخصا.
جدير بالذكر أن مطار دوموديدوف الدولي تعمل به أكثر من 76 شركة طيران وشحن جوي محلية وأجنبية، وقد تم تحويل الرحلات القادمة إليه إلى مطارات شيرميتوف وفونكوف، لحين انتهاء التحقيقات.
من ناحية أخرى ذكرت مصادر أمنية روسية أنه تم العثور على رأس الانتحاري الذي يشتبه في تنفيذه الهجوم الإرهابي على المطار الدولي.
وأوضحت وكالة "انترفاكس" نقلا عن المصادر الأمنية أن الإرهابي المشتبه به يحمل ملامح عربية وأن عمره يتراوح بين 30 و35 عاما، مرجحة أن يكون المسئول عن تفجير العبوة التي تم تنفيذ الهجوم بها.
وأكد المتحدث باسم لجنة التحقيقات الروسية فلاديمير ماركين أن السلطات تحاول حاليا التعرف على صاحب الرأس، وكيفية وصوله إلى المطار، مشيرا إلى أن الحادث وقع في وسط قاعة الوصول الدولية في المطار.
وأكد ماركين في تصريحات لوكالة (إيتار تاس)، أن التحقيق سيتركز في كيفية دخول الإرهابي ومعه المتفجرات إلى المطار، وكيف تعامل مع رجال الأمن.(إفي)