أديس أبابا (رويترز) - قال متحدث عسكري يوم الأحد إن الجيش الإثيوبي يخطط لمحاصرة عاصمة إقليم تيجراي التي يسيطر عليها المتمردون بالدبابات وقد يلجأ إلى المدفعية لقصف المدينة في محاولة لإنهاء حرب مستمرة منذ نحو ثلاثة أسابيع، وحث المدنيين على حماية أنفسهم.
وقالت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، التي ترفض إنهاء حكمها للإقليم الشمالي إن قواتها تحفر الخنادق وتتصدى للقوات الحكومية بثبات.
ونجحت القوات الاتحادية التابعة لحكومة رئيس الوزراء أبي أحمد في السيطرة على سلسلة من البلدات من خلال القصف الجوي والمعارك البرية، وتتجه حاليا صوب ميكيلي عاصمة الإقليم، وهي مدينة جبلية يقطنها نحو 500 ألف شخص ويتمركز فيها المتمردون.
وأودت الحرب بحياة المئات، وربما الآلاف، ودفعت أكثر من 30 ألف لاجئ إلى السودان المجاور، كما شهدت إطلاق المتمردين صواريخ على إقليم أمهرة المجاور وعبر الحدود إلى داخل إريتريا.
وحثت دول أفريقية وأوروبية على التوصل إلى هدنة، لكن أبي رفض ذلك حتى الآن.
وقال المتحدث العسكري الكولونيل ديجين تسيجايي لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإثيوبية الرسمية "المراحل القادمة هي الجزء الحاسم من العملية وتتمثل في حصار ميكيلي باستخدام الدبابات وإنهاء المعركة في المناطقة الجبلية والتقدم نحو الحقول".
وفي وقت لاحق من يوم الأحد قالت لجنة حكومية إن القوات الإثيوبية سيطرت على بلدة إيداجا هاموس الواقعة على بعد 97 كيلومترا من ميكيلي عاصمة الإقليم.
وذكرت اللجنة على تويتر "قواتنا الدفاعية سيطرت على بلدة إيداجا هاموس الواقعة على الطريق من أديجرات إلى ميكيلي. قوات الدفاع تتقدم للسيطرة على ميكيلي، وهي الهدف النهائي للعملية".
واندلع الصراع في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني بعد ما وصفته الحكومة بهجوم مباغت شنته قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، الحزب السياسي الذي يحكم تيجراي، على القوات الاتحادية بالإقليم.
والمعلومات عن تطورات القتال نادرة ومن الصعب التحقق من مزاعم جميع الأطراف بسبب تعطل اتصالات الهاتف والإنترنت بالمنطقة منذ اندلاع الصراع. كما لا يُسمح إلى حد كبير بعمل وسائل الإعلام.
وقال الجانبان إن القوات الاتحادية سيطرت على بلدة أديجرات التي تقع على بعد 116 كيلومترا إلى الشمال من ميكيلي.
وقال ديجين تسيجايي إن المدنيين في ميكيلي التي يقطنها نصف مليون نسمة ينبغي أن يكونوا على دراية بالخطر.
وأضاف "حتى الآن نحن نهاجم فقط الأهداف التي يتمركز بها مقاتلو الطغمة العسكرية لكن في حالة ميكيلي قد يكون الوضع مختلفا"، وذلك في إشارة إلى مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي.
ومضى يقول "نريد أن نبعث برسالة للناس في ميكيلي كي يحتموا من أي هجمات بالمدفعية وأن ينأوا بأنفسهم عن الطغمة العسكرية. المتمردون يتحصنون وسط المواطنين وعلى هؤلاء الناس أن يعزلوا أنفسهم عنهم".
وقال "بعد ذلك. لن تأخذنا بهم أي رحمة".
ولم يرد زعماء الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي على طلبات للتعليق.
ويتهم أبي القيادات في تيجراي بالثورة على السلطة المركزية ومهاجمة قوات اتحادية في بلدة دانشا في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني.
(إعداد يحيى خلف للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)