طرابلس (رويترز) - بحث وزيرا دفاع تركيا وقطر التعاون مع حكومة ليبيا المعترف بها دوليا يوم الاثنين في الوقت الذي حذر فيه وزير الخارجية الألماني من "الهدوء الخادع" وذلك خلال زيارات متزامنة للبلد المنقسم.
وقدمت تركيا دعما عسكريا حاسما لحكومة الوفاق الوطني، التي تتخذ من طرابلس مقرا لها، لمساعدتها في صد هجوم استمر 14 شهرا من قوات منافسة متمركزة في شرق ليبيا في وقت سابق هذا العام.
وليبيا منقسمة منذ 2014 بين فصائل متمركزة في شرق البلاد وأخرى في غربها تحظى بدعم أطراف إقليية مختلفة.
وبينما تدعم تركيا وحليفتها الإقليمية قطر حكومة الوفاق، تلقت قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر دعما من الإمارات ومصر وروسيا.
ووقعت تركيا اتفاقا عسكريا مع حكومة الوفاق في أواخر العام الماضي، فضلا عن مذكرة تفاهم بشأن الحدود البحرية مما أثار غضب خصومها في شرق البحر المتوسط.
وذكرت وزارة الدفاع التركية أن وزير الدفاع خلوصي أكار ورئيس الأركان الجنرال يشار جولر زارا طرابلس يوم الاثنين "لمتابعة العمليات" بموجب اتفاق التعاون العسكري مع ليبيا.
وبرزت تركيا وروسيا باعتبارهما القوتين الرئيسيتين صاحبتي النفوذ في الصراع الليبي، مع تعزيز جبهات القتال في الأسابيع الأخيرة حول بلدتي سرت والجُفرة في وسط البلاد. وتحدث الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان هاتفيا بشأن ليبيا يوم الاثنين.
وتعثرت محاولات سابقة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار واتفاق سياسي في ليبيا، بما في ذلك خلال مؤتمر دولي في برلين في يناير كانون الثاني. وفقدت البلاد إيرادات بمليارات الدولارات بسبب حصار لمنشآت النفط تفرضه قوات في الشرق.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الذي التقى مع نظيره الليبي، لكن لم يجتمع مع الوفدين التركي أو القطري، إن العملية التي بدأت في برلين لا تزال إطار العمل الملائم لحل الصراع، وأيد دعوات لإنشاء منطقة منزوعة السلاح حول سرت.
وأضاف "نحن نرى هدوءا خادعا في ليبيا حاليا. يواصل الجانبان وحلفاؤهما الدوليون تسليح البلد على نطاق واسع ويتمسكان بشروط مسبقة لوقف إطلاق النار".
وقال ماس، الذي من المقرر أن يسافر بعد ذلك إلى الإمارات، إنه يتوقع "إشارة إيجابية" من الدولة الخليجية بخصوص ليبيا، نظرا لنفوذها على حفتر.
وأضاف "لن يشارك في مستقبل ليبيا إلا من يشارك في عملية سياسية".
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير سها جادو)