القاهرة، 14 يناير/كانون ثان (إفي): اعتبر صفوت عبد الغني الامين العام لحزب "البناء والتنمية" الذي يمثل الجناح السياسي للجماعة الإسلامية اليوم ان انسحاب محمد البرادعي من السباق الرئاسي يرجع إلى "انخفاض شعبيته".
وذكر عبد الغني في تصريحات لمجموعة من الصحفيين الإسبان ان "الوضع السياسي الحالي ليس مريحا للبرادعي"، بعد الفوز الكبير للاحزاب الإسلامية في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة.
وأكد زعيم الجناح السياسي للجماعة الإسلامية التي تخلت عن السلاح في عام 1998 انه منذ سقوط الرئيس حسني مبارك في فبراير/شباط الماضي، فان البرادعي خسر "الكثير من الدعم"، موضحا ان المصريين يعتبرون السياسي الليبرالي "صديقا للولايات المتحدة".
وكان الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد أعلن انسحابه من سباق الترشح للانتخابات الرئاسية في مصر، المقررة في شهر يونيو/حزيران المقبل.
ونقل التليفزيون المصري، عن بيان للبرادعي اليوم، قوله "إن ضميري لا يسمح لي بالترشح لأي منصب رسمي إلا في إطار نظام ديمقراطي حقيقي يأخذ من الديمقراطية جوهرها وليس فقط شكلها".
وكان البرادعي، صاحب جائزة نوبل للسلام 2005 ، قد أعلن في التاسع من مارس/آذار الماضي نيته الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية المقبلة، وذلك بعد نحو شهر من تنحي مبارك إثر ثورة شعبية.
وقال البرادعي في بيانه اليوم "إني على ثقة أن هذا الشعب سيستمر في المطالبة بحقوقه حتى يحصل عليها كاملة"، داعيا قوى الثورة "للعمل مع فئات الشعب كافة لتحقيق هذا الهدف"، مشددا على أن "الاحتجاج السلمي هو الذي يعطي الثورة قوتها ونقاءها".
وانتقد البرادعي المجلس العسكري، الذي يدير شئون مصر منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك العام الماضي، قائلا "إن الربان الذي يقود السفينة أدخلنا في متاهات وحوارات عقيمة وانفرد بصنع القرارات بأسلوب ينم عن تخبط وعشوائية فى الرؤية، مما فاقم الانقسامات بين فئات المجتمع فى الوقت الذى نحن فيه أحوج ما نكون للتكاتف والوفاق".
وأضاف أن هذا "تواكب مع اتباع سياسة أمنية قمعية تتسم بالعنف والتحرش والقتل، وعلى إحالة الثوار لمحاكمات عسكرية بدلا من حمايتهم ومعاقبة من قتل زملائهم".
وشدد على أن العشوائية وسوء إدارة العملية الانتقالية تدفع البلاد بعيدا عن أهداف الثورة، التي أطاحت بنظام مبارك، "مما يشعرنا جميعا أن النظام السابق لم يسقط".
يذكر أن البرادعي عاد إلى مصر عقب انتهاء عمله في وكالة الطاقة الذرية وأسس مع مجموعة من المعارضين (الجمعية الوطنية للتغيير) التي كانت تهدف لإجراء تعديلات دستورية واسعة بهدف فتح الطريق أمام الترشح للرئاسة دون قيود كبيرة.
وشارك البرادعي في ثورة 25 يناير، حيث قطع جولة خارجية له وظهر في ميدان التحرير، بؤرة الاحتجاجات، وبات اسمه مطروحا كرئيس محتمل إلى جانب نحو عشر شخصيات سياسية أخرى.(إفي)