أنقرة/باريس (رويترز) - قال مسؤولون يوم الجمعة إن زعماء تركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا سيعقدون قمة في اسطنبول أواخر الشهر الحالي لبحث الصراع في سوريا وذلك بعد شهر من توصل أنقرة وموسكو لاتفاق لإقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب شمال غرب البلاد.
وإدلب ومناطق مجاورة لها هي آخر معقل للمعارضة التي انتفضت ضد الرئيس بشار الأسد عام 2011 ويقدر عدد سكانها بثلاثة ملايين نسمة أكثر من نصفهم نازحون من مناطق أخرى.
وتوصلت تركيا وروسيا لاتفاق الشهر الماضي لإقامة منطقة عازلة بعمق يتراوح بين 15 و 20 كيلومترا داخل الأراضي الخاضعة لسيطرة مسلحي المعارضة على أن يتم إخلائها من الأسلحة الثقيلة والمتشددين بحلول يوم الاثنين الماضي. وكان هدف الاتفاق هو تجنب شن هجوم على إدلب. وموسكو هي أكبر داعم أجنبي للرئيس السوري بشار الأسد.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله إن القمة بين قادة الدول الأربع ستعقد في 27 أكتوبر تشرين الأول لمناقشة الوضع في إدلب والعملية السياسية الرامية لإنهاء الصراع.
وقال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا تريد تجنب وقوع كارثة إنسانية في إدلب والحيلولة دون تدفق موجة جديدة من اللاجئين.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي كبير "نود الحفاظ على هذا الاستقرار والعمل انطلاقا من هذا الاتفاق نحو مرحلة جديدة من المناقشات المتعلقة بالعملية السياسية... هذا يساعد في إطلاق اللجنة الدستورية التي تعكف الأمم المتحدة على تشكيلها كي يتسنى لها الاجتماع في أسرع وقت ممكن".
وقالت متحدثة باسم الحكومة الألمانية إن المستشارة أنجيلا ميركل ستركز على الوضع في إدلب ودعم تطبيق اتفاق سوتشي بين روسيا وتركيا.
وأضافت المتحدثة "ترى الحكومة الاتحادية روسيا شريكا يتحمل مسؤولية دقيقة للغاية نظرا لكونها حليفا لنظام الأسد".
وذكر يان إيجلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الخميس أن روسيا وتركيا تعتزمان إتاحة مزيد من الوقت لتطبيق اتفاقهما الخاص بعدم التصعيد في منطقة إدلب.
لكن إيجلاند قال إنه ما يزال هناك "مليون سؤال بلا إجابة" بشأن كيفية نجاح الاتفاق وما سيحدث إذا رفضت الجماعات المصنفة إرهابية إلقاء السلاح.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا هذا الأسبوع إنه سيتنحى عن منصبه في نهاية نوفمبر تشرين الثاني لأسباب عائلية. ويأتي تركه للمهمة فيما تمكنت الحكومة السورية بدعم من روسيا وإيران من استعادة السيطرة على أغلب أراضي البلاد وإن ظل التوصل لاتفاق سياسي أمرا بعيد المنال.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)