المستثمرين اليوم على موعد مع مؤشر ZEW للشعور العام تجاه الاقتصاد في منطقة اليورو و الذي من المتوقع أن تسجل مستويات أسوا من -2.4 خلال حزيران الجاري، و من ألمانيا يتوقع ان يسجل المؤشر 2.3 من السابق 10.8، أما عن مؤشر ZEW لتقييم الأوضاع الراهن فمن المتوقع أن يسجل 39.0 من السابق 44.1.
أصبح المستثمرين أكثر تشاؤما تجاه اقتصاديات منطقة اليورو خاصة مع فشل جميع مساعي القادة الأوروبيين لاحتواء الأزمة و منع انتشارها لبلدان أوروبية، فقد تقدمت أسباينا التي تعد رابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو لطلب خطة إنقاذ من المفوضية الأوروبية التي وافقت بدورها على منح ما قيمته 100 مليار يورو كقيمة قصوى لإعادة رسملة بنوكها المتعثرة و لكن هذا الطلب لم يتقدم حتى الآن بشكل رسمي.
تأثرت مستويات الثقة في منطقة اليورو بشكل كبير من ارتفاع العائد على السندات الأوروبية، و خاصة الأسبانية و الايطالية إذ شهد العائد على السندات الأسبانية ذات امد 10 اعوام اليوم ارتفاعا امس إلى 7.14% مع التوقعات المسيطرة على الأسواق بان القيمة التي وافقت المفوضية الأوروبية على منحها للبلاد بقيمة قصوى 100 مليار في حال قامت البلاد بطلبها بشكل رسمي لن تكون كافية لعملية إعادة رسملة البنوك الأسبانية المتعثرة.
أن ارتفاع التكاليف في وجه البلدان الأوروبية المتعثرة هو انعكاس مباشر من تراجع مستويات الثقة في الأسواق، وسط الصعاب الكبيرة التي تواجهها الاقتصاديات الأوروبية، خصوصاً أسبانيا التي تقع في منطقة الخطر الكبير مع الهشاشة الكبيرة التي يشهده القطاع المصرفي الذي لا يزال يعاني من تداعيات الأزمة الائتمانية العقارية في 2008.
أما عن ايطاليا التي تشهد ارتفاعا كبير في العائد على السندات و هذا ما بدا اثره السلبي الواضح على المزادات الايطالية التي شهدت فشلا غير مسبوق خلال تعاملات الشهر الجاري، و ذلك وسط ارتفاع المخاوف حول مستقبل الدولة التي تعاني من ارتفاع الديون العامة لمستويات مرتفعة جدا إذ سجلت خلال نيسان الماضي مستويات قريبة من 2 تريليون يورو.
من أهم العوامل التي أثرت على مستويات الثقة في منطقة اليورو هي التكهنات بوقوع المنطقة في ركود اقتصادي عميق بعد التراجع الكبير في أداء جميع الأنشطة الاقتصادية و الارتفاع الكبير في معدلات البطالة لمستويات 11.0% ، و هذا بتأثير من السياسات التقشفية الصارمة التي أقرتها الحكومات الاوروبية لمواجهة أزمة الديون الأوروبية التي باتت كالمرض العضال الذي لا يمكن الفرار منه.
عزيزي القارئ، أن تراجع الشعور العام في منطقة اليورو خلال الشهر الجاري بوتيرة اسوا من التوقعات سوف ينعكس سلبا على الأسواق، و لكن استمرار تراجع حدة التشاؤم خاصة مع تصويت اليونانيين الأخير لصالح الاحزاب المؤيدة لخطط الإنقاذ فان هذا سوف يدفع الأسواق الأوروبية لتحقيق بعض الأرباح خاصة اليورو الذي يتداول قريبا من 1.27.