تلقت دول جنوب شرق آسيا المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة فى النصف الأول من عام 2018 مقارنة بالعام الماضى، ويتوقع استمرار هذا الاتجاه مع تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ونقل الشركات المصنعة إنتاجها من الصين.
وأشار التقرير اﻷخير الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “أونكتاد” إلى ارتفاع صافى تدفقات الاستثمار الأجنبى المباشر إلى جنوب شرق آسيا بنسبة 18% لتصل إلى 73 مليار دولار فى النصف الأول من العام الجارى، بالمقارنة مع النسبة المسجلة العام الماضى.
وبحسب ما نقلته مجلة “نيكاى آسيان ريفيو” اليابانية، كانت تايلاند أكبر الدول المستفيدة فى المنطقة من حيث معدل النمو، ومن ثم جاءت الفلبين وكمبوديا فى المركزين التاليين.
بالإضافة إلى ذلك، ارتفع الاستثمار فى جنوب آسيا، خاصة فى الهند، بنسبة 13% ليصل إلى 25 مليار دولار.
وتتميز دول جنوب شرق آسيا بقربها الجغرافى من الأسواق الرئيسية، مثل الصين والهند، بجانب الانخفاض النسبى لتكاليف العمالة بها، مما يجعلها موطناً طبيعياً للمصنعين الأجانب الراغبين فى نقل قواعدهم الآسيوية.
وأظهر استطلاع حديث أجرته غرفة التجارة اﻷمريكية فى الصين، تخطيط 18.5% من الشركات اﻷمريكية العاملة فى الصين لنقل منشآتها التصنيعية بالفعل إلى جنوب شرق آسيا، كنتيجة للتعريفات الجمركية المرتفعة التى تفرضها كل من الولايات المتحدة والصين على واردات بعضهما البعض.
واستفادت سنغافورة من الاستثمارات الجديدة، مثل استثمارات خطوط إنتاج البطاريات الجديدة، كما أنها أصبحت أيضاً مركزاً للابتكار الرقمى بالنسبة لعدد قليل من الشركات متعددة الجنسيات فى النصف الأول من هذا العام.
ويتمتع قطاع التصنيع فى فيتنام أيضاً بطفرة فى الاستثمار الأجنبى المباشر، فقد قال “ماى بنك كيم إنج”، وهو أحد بنوك الاستثمار العاملة فى رابطة دول جنوب شرق آسيا “الآسيان”، فى تقرير حديث إن الاستثمار الأجنبى المباشر بقطاع التصنيع ارتفع بنسبة 18% فى الأشهر التسعة الأولى من 2018، مدفوعاً بمشروعين تقودهما شركات كورية جنوبية.
وعلى الرغم من معاناة دول جنوب شرق آسيا من خروج رؤوس اﻷموال بشكل متزايد بسبب ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية والآثار الناجمة عن الاضطرابات السوقية فى تركيا والأرجنتين، قال المحللون إن تلك الدول لا تزال توفر أفضل البدائل للمصنعين الباحثين عن قواعد آسيوية جديدة حتى الآن.
وقالت سيلينا لينج، رئيسة قسم اﻷبحاث والاستراتيجيات فى المجموعة الصينية المصرفية العابرة للبحار فى سنغافورة، إن اقتصادات الآسيان لا تزال منطقة جذب للاستثمارات الأجنبية المباشرة، فى ظل توقعات النمو المستقرة والقوية نسبياً.