كاراكاس، 27 يونيو/حزيران(إفي): اتفق كل من الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز ونظيره السوري بشار الأسد على تشكيل محورا أطلقا عليه اسم "محور الشجعان" ودافعا عن "تحالف استراتيجي" من أجل عالم جديد يقف في وجه "الإمبرالية".
وأعرب الزعيمان في مداخلاتهما في قصر ميرافلوريس الفنزويلي الرئاسي بالعاصمة كاراكاس، يوم السبت، عن رغبتهما في تعزيز علاقات التعاون الثنائي بين البلدين والعمل من أجل تحقيق التحالف المعلن بين دمشق وكاراكاس.
وقال شافيز، الذى أشار إلى الزيارات الأخيرة التى قام بها زعماء إلى بلاده مثل فلاديمير بوتين، "إنه جاري تشكيل عالم جديد" متوقعا نهاية "الإمبرالية" في إشارة إلى الولايات المتحدة.
وأضاف شافيز أنه لا يجب أن نوقف اصرارنا على بناء "عالم جديد" ودعا إلى العمل من أجل وضع "خطة تكاملية" بين سوريا وفنزويلا معربا عن رغبته في زيارة دمشق قبل انتهاء العام الجاري.
وبدوره، أشار الرئيس السوري إلى طموحه في إقامة علاقة استراتيجية مع هذه القارة (...) تبدأ في فنزويلا، في إطار جولته اللاتينية التى تشمل أيضا الأرجنتين والبرازيل وكوبا.
واعتبر الأسد، الذى أشاد في عدة مناسبات بمواقف شافيز تجاه عدة قضايا دولية من بينها القضية الفلسطينية، أن فنزويلا ورئيسها يعتبران "رمزا للمقاومة في وجه الرياح القادمة من الشمال". وأضاف "يجب أن نكون أقوياء لكى يحترمنا العالم" مؤكدا على ضرورة الاتحاد وأهمية التعاون بين بلاده وفنزويلا.
وقال إن الهدف من زيارته إلى فنزويلا هو تجاوز الحوار، الذى أقيم في أول زيارة لشافيز إلى دمشق في عام 2006 ، للوصول إلى المستوى الاستراتيجي بهذه العلاقات".
واشار الأسد إلى أن التحدي يكمن في تعزيز علاقات التعاون بشكل أكبر في مختلف المجالات معربا عن اتفاقه مع شافيز في انتقاده ورفضه لسياسات اسرائيل والولايات المتحدة رغم تشديده على أنه لا يسعى لعداء مع أحد.
ودعا الأسد، الذى تسلم من شافيز قلادة المحرر سيمون بوليفار ونسخة من سيف بطل الاستقلال، الجالية السورية المقيمة في فنزويلا إلى المشاركة في هذه الدفعة الجديدة لعلاقات التعاون الثنائية.
وشهد الحدث توقيع وزراء من الحكومتين على أربع اتفاقيات ومذكرتي تفاهم وتعهدين في مجال التعاوت العلمي والتكنولوجي والزراعي. وبالإضافة إلى التعهد بالتعاون في إقامة برامج تأهيل سورية وفنزويلية، صادق الجانبات على مشروع تأسيس شركة مختلطة لانتاج وتوزيع زيت الزيتون السوري في فنزويلا.
كما وقع الطرفان على مذكرة لتعزيز التعاون الثنائي في مجال انتاج القطن. وأفاد الرئيس الفنزويلي بقرار الحكومتين بإنشاء صندوق مشترك للتمويل بقيمة 50 مليون دولار من كل جانب لدفع المشروعات الثنائية.
كان الأسد قد استهل زيارته الرسمية يوم السبت إلى فنزويلا بوضعه اكليل من الزهور على قبر سيمون بوليفار بوسط كاراكاس قبل توجهه إلى قصر ميرافلوريس ولقاء شافيز.
وعقد الزعيمان اجتماعا مغلقا لمدة ثلاث ساعات تناولا فيه قضايا ثناية ودولية قبل حضور التوقيع على الاتفاقيات وعقد مؤتمر صحفي مشترك.
وقال شافيز خلال المؤتمر الصحفي أن بلاده تعتزم الاستثمار في بناء "مصفاة نفط حديثة" في سوريا سوف تكون جاهزة للعمل في عام 2013 . واضاف أن المصفاة النفطية سوف تتمكن من معالجة 140 ألف برميل يوميا مشيرا إلى أن هذا هو تقديره الخاص نظرا لأنه الدراسات لاتزال جارية ويمكن أن تزداد قدرتها التكريرية عن ذلك.
كان الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز قد دعا لدى استقباله الرئيس السوري بشار الأسد، إلى اتحاد حضارتي العرب وأمريكا الجنوبية لتحرير العالم ومواجهة ما وصفه بهيمنة الرأسمالية الجديدة.
وقال شافيز إن زيارة الضيف السوري "الصديق" تمثل "استكمالا لمشروع تحالف استراتيجي بين دمشق وكاراكاس"، في الوقت الذي رحب فيه بشدة بالرئيس الأسد، الذي بدأ من فنزويلا أول جولة لاتينية له منذ توليه الحكم . وأضاف الرئيس الفنزويلي إن حضارة أمريكا الجنوبية والحضارة العربية "يجب أن يلعبا دورا أساسيا في تحرير العالم وإنقاذه" في مواجهة ما أسماه بـ"الامبريالية وهيمنة الرأسمالية الجديدة".
ويشار إلى أن الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز زار سوريا مرتين في أغسطس/آب 2006 وفي سبتمبر/أيلول 2009 بينما قام الزعيم الكوبي فيدل كاسترو بزيارة البلد العربي في مايو/آيار 2001 وتوجه إليها الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا في ديسمبر/كانون أول 2003.
ومن المنتظر أن يتوجه الأسد غدا الأحد إلى كوبا، ثاني محطات جولته. (إفي)ظ ق /م ع