كييف، 22 نوفمبر/تشرن ثان (إفي): تحتفل أوكرانيا اليوم بالذكرى الخامسة للثورة البرتقالية بعقد انتخابات رئاسية تجعل من الحلفاء في تلك الثورة السلمية وهما الرئيس فيكتور يوشينكو ورئيسة الوزراء يوليا تيموشينكو، منافسي اليوم.
وصرح الرئيس قبل الاحتفالات "انني واثق تماما بما بدأناه منذ خمسة أعوام في ميدان الاستقلال، ساحة الاحتجاجات الشعبية، لقد كان حاسما لوقتنا".
وقال يوشينكو "إنني فخور بكل يوم من الفترة التي أمضيتها في الحكم، على الرغم من اعترافه باخطائه، في الوقت الذي طالب فيه "بعدم الحكم عليه بقسوة".
وأفاد يوشينكو في تصريحات نقلتها وكالة (أونيان): انني فخور لتحول الدولة يوم بعد يوم، خلال خمس سنوات من عمر حكمه، إلى دولة ديمقراطية وذات حقوق في محاولتها لاقناع المجتمع الاوكراني كما يجب ان تكون عليه الدولة.
وألمح يوشينكو في إشارته للاخطاء، إلى الاشخاص الذين عملوا معه وخاصة في بداية رئاسته، منتقدا على الاخص حليفته في ذلك الوقت تيموشينكو التي كانت أحد آليات الثورة البرتقالية، مؤكدا ان كل ما تتمسك به ينتهي دائما إلى وقوع أزمة عميقة.
وأضاف ان مستقبل الاستقلال، ومستقبل السيادة يمكن ان يكون أكثر خطورة الآن من خمسة أو عشر سنوات مضت.
ويتقدم 18 مرشحا لخوض الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في البلاد في 17 من يناير/كانون ثان القادم، والتي سيتقدم فيها زعيم المعارضة ورئيس الوزراء الاوكراني السابق فيكتور يانكوفيتش الذي يعد الضحية الرئيسية للثورة البرتقالية، والاوفر حظا في هذه الانتخابات حيث يحظى بنسبة 23.17%، وفقا لاستطلاعات الرأي.
وأفاد الاستطلاع بان تيموشينكو تحتل المركز الثاني في الاستطلاع حيث تحظى بنسبة 17.92% ، متقدمة بذلك على باقي المرشحين، وكذلك على الرئيس الحالي الذي حصل على نسبة 3%.
وأضر النزاع الداخلي الذي اندلع منذ شهور مع رئيسة الوزراء، بالرئيس يوشينكو كثيرا، والتي اتهمته بعدم الوفاء باهدافه لتقارب أوكرانيا من حلف شمال الاطلسي (الناتو) والاتحاد الاوروبي.
وترى استطلاعات الرأي التي تجرى منذ عدة شهور ان يانكوفيتش وتيموشينكو سيتنافسان على الرئاسة خلال الجولة الثانية للانتخابات.
ويشارك الرئيس مساء اليوم، بمناسبة عيد الحرية الذي أقره يوشينكو في نوفمبر/تشرين ثان 2005 بهدف اقامة نماذج الديمقراطية والشعور بالكرامة الوطنية، في احتفالية في بيت أوكرانيا بكييف.
وتحول هذا المركز الثقافي والفني الواقع بميدان أوروبا خلال الثورة البرتقالية إلى المعسكر العام للمعارضة، وسيلقي الرئيس خطابا بهذه المناسبة التي تشهد أيضا تكريم عدد من رجال الدولة.
يذكر ان الثورة البرتقالية اندلعت في أوكرانيا عامي 2004 و2005 بسبب الصراع حول السلطة بشكل أدى إلى دفع العملية السياسية إلى ما يشبه حالة الاختناق، بسبب التجاذبات بين طرفين، وهما رئيس الجمهورية فيكتور يوشينكو، وحليفة زعيم كتلة المعارضة البرلمانية (الأقلية) يوليا تيموشينكو من ناحية، ورئيس الوزراء فيكتور يانكوفيتش وحلفاءه زعماء كتلة الأغلبية البرلمانية، من ناحية أخرى.
وانطلقت الشرارة التي أشعلت حريق الأزمة الأوكرانية في أبريل/نيسان 2004 ، عندما أصدر رئيس الجمهورية فيكتور يوشينكو مرسوما جمهوريا بحل البرلمان الأوكراني، وعقد الانتخابات الجديدة في مايو/أيار من العام نفسه وهو ما رفضته كتلة الأغلبية البرلمانية بقيادة رئيس الوزراء يانكوفيتش، والاعتراض عليه باعتباره يتعارض مع الدستور.
وأكدت الأغلبية البرلمانية بأنها سوف تستمر في القيام بأداء مهامها الدستورية، واستمر نواع الطرفين، انتظارا لقرار المحكمة الدستورية التي أقرت بعقد انتخابات فاز بها يوشينكو والذي قام بتعيين تيموشينكو رئيسة للوزراء.(إفي)