من جوش سميث وهيكيونج يانج
سول (رويترز) - حذرت شقيقة زعيم كوريا الشمالية من اتخاذ إجراءات انتقامية ضد كوريا الجنوبية قد تشمل القوات المسلحة في أحدث تصعيد للتوتر بسبب المنشقين من كوريا الشمالية الذين يرسلون مواد دعائية مناهضة لبيونجيانج عبر الحدود بين البلدين.
وأصدرت كيم يو جونج، التي تعمل بشكل غير رسمي كأحد كبار مساعدي الزعيم كيم جونج أون، هذا التحذير في بيان نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية يوم السبت.
وقالت كيم "من خلال ممارسة السلطة التي خولني إياها الزعيم الأعلى وحزبنا ودولتنا أصدرت تعليمات... للإدارة المسؤولة عن الشؤون مع العدو كي ننفذ بحسم الإجراء المقبل".
وجاء بيانها الذي لم يذكر ما هو الإجراء التالي بعد أيام من اتخاذ كوريا الجنوبية إجراء قانونيا ضد المنشقين الذين يرسلون مواد مثل الأرز ومنشورات مناهضة لكوريا الشمالية، عادة من خلال بالونات عبر الحدود شديدة التحصين أو في زجاجات عبر البحر.
وقالت كوريا الشمالية إن هؤلاء المنشقين يثيرون غضبها وقطعت في الأسبوع المنصرم الخطوط الساخنة بين الكوريتين تعبيرا عن استيائها وهددت بإغلاق مكتب للاتصال بين الحكومتين.
وفي إطار جهودها لتحسين العلاقات مع كوريا الشمالية سعت إدارة مون جيه-إن رئيس كوريا الجنوبية لوقف حملة المنشورات والأرز وشكا المنشقون من تعرضهم لضغوط للكف عن انتقاد كوريا الشمالية.
وذكر البيت الأزرق الرئاسي لكوريا الجنوبية يوم الأحد أن مجلس الأمن القومي اجتمع بحضور كبار مسؤولي الأمن والخارجية "لمراجعة الموقف الراهن في شبه الجزيرة (الكورية)".
كما أصدرت وزارتا الوحدة والدفاع في كوريا الجنوبية بيانا يطالب بيونجيانج بالالتزام بالاتفاقيات بين الكوريتين التي جرى التوصل إليها في الماضي.
وذكرت وزارة الوحدة في بيانها "ينبغي للجنوب والشمال السعي للالتزام بكل الاتفاقيات التي توصلت إليها الكوريتان... إن الحكومة تتعامل مع الموقف الراهن بجدية".
وقالت وزارة الدفاع إن الجيش مستعد للرد على "كل المواقف" وأضافت أنها تراقب عن كثب تحركات جيش كوريا الشمالية.
ويأتي تصعيد التوتر قبل يوم من الذكرى السنوية العشرين لأول قمة بين الكوريتين عام 2000 التي شهدت تعهدات بتعزيز الحوار والتعاون بين البلدين.
ووقع زعيما البلدين في عام 2018 على إعلان بالموافقة على العمل من أجل "نزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية" ووقف "الأعمال العدائية".
ويقول محللون إن كوريا الشمالية تستغل على ما يبدو قضية المنشورات كي تزيد من الضغط على كوريا الجنوبية وسط توقف محادثات نزع السلاح النووي.
وقالت دويون كيم المستشارة الكبيرة في مجموعة الأزمات الدولية، وهي منظمة مستقلة غير هادفة للربح ومقرها بلجيكا، "المنشورات هي حجة أو مبرر لزيادة الضغط وصنع أزمة والتنمر على سول لتحصل (كوريا الشمالية) على ما تريد".
وأضافت أن بيونجيانج تشعر بأنها تعرضت للخيانة والتضليل بسبب توقع سول أن الولايات المتحدة سترفع بعض العقوبات مقابل إغلاق كوريا الشمالية لمفاعل نووي كما أنها تشعر بالغضب من المنشورات واستمرار التدريبات العسكرية المشتركة بين الجنوب والولايات المتحدة.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)