من ماهر شميطلي
بغداد (رويترز) - قالت السلطات الكردية يوم الجمعة إنها أرسلت آلافا من القوات الإضافية إلى كركوك لمواجهة "تهديدات" من الجيش العراقي بشن هجوم لكنها أيضا أرجعت خطوطها الدفاعية للخلف قليلا حول المنطقة الغنية بالنفط في محاولة لتهدئة التوتر.
واتخذت حكومة العراق سلسلة من الإجراءات لعزل الإقليم منذ أن أجرى الأكراد استفتاء على الاستقلال يوم 25 سبتمبر أيلول، ومن بينها حظر الرحلات الدولية إلى الإقليم والسعي لوقف مبيعاته من النفط الخام.
والنهج المتشدد لبغداد، التي استبعدت إجراء حوار يسعى له الأكراد إلا إذا ألغوا خطوة الاستفتاء على الاستقلال، يحظى بدعم من جارتيها تركيا وإيران بالنظر إلى وجود أقليات كردية كبيرة على أراضي الدولتين وحمل الأكراد السلاح منذ فترة طويلة في تركيا.
وقال كوسرت رسول نائب رئيس إقليم كردستان العراق يوم الجمعة إن عشرات الآلاف من الجنود من قوات البشمركة الكردية متمركزون بالفعل داخل وحول كركوك وإن ستة آلاف آخرين وصلوا منذ يوم الخميس.
وعبر مجلس الأمن بإقليم كردستان العراق عن قلقه في وقت متأخر ليل الخميس مما وصفه بأنه حشد كبير للقوات العراقية جنوبي كركوك شمل دبابات ومدفعية ومركبات همفي وقذائف مورتر.
وقال المجلس في بيان إن تلك القوات تبعد ثلاثة كيلومترات تقريبا عن قوات البشمركة وإن معلومات المخابرات تشير إلى نوايا للسيطرة على حقول النفط القريبة والمطار والقاعدة العسكرية.
وقالت قوات الأمن الكردية بعد ذلك إن قوات البشمركة نقلت خطوطها الدفاعية بمسافة ثلاثة كيلومترات إلى عشرة كيلومترات جنوبي كركوك لتقليل احتمالات نشوب اشتباكات مع القوات العراقية التي انتقلت إلى المناطق التي تم إخلاؤها دون وقوع أي أحداث.
والمنطقة التي انسحبت منها قوات البشمركة يقطنها بالأساس تركمان من المسلمين الشيعة وكثير منهم يدينون بالولاء لحكومة بغداد التي يقودها الشيعة وأحزاب سياسية تدعمها إيران وجماعات شبه عسكرية.
وقال متحدث باسم الجيش العراقي إن تحركاته قرب كركوك تهدف لتأمين منطقة الحويجة القريبة التي تمت استعادتها من تنظيم الدولة الإسلامية قبل نحو أسبوع.
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مرارا إنه لا يعتزم الذهاب لما هو أبعد وشن هجوم فعلي على الإقليم.
وتقع كركوك إلى الخارج مباشرة من أراضي الإقليم الذي تديره حكومة كردستان لكن قوات البشمركة دخلتها عندما انهار الجيش العراقي في مواجهة هجوم الدولة الإسلامية عام 2014 وهو ما حال دون سقوط حقول النفط في يد التنظيم.
وحث نيجيرفان برزاني رئيس وزراء إقليم كردستان الولايات المتحدة، وهي حليف تقليدي للإقليم، والاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الدولي على "التدخل سريعا لمنع نشوب حرب جديدة".
ودعت ألمانيا التي تربطها علاقة جيدة بكل من بغداد وحكومة كردستان إلى اتخاذ خطوات لتهدئة التوترات.
وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم الحكومة الألمانية للصحفيين في برلين "نود أن نطالبهم بتحمل هذه المسؤوليات وعدم تصعيد الخلاف".
وقال متحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم الخميس إن أنقرة ستغلق تدريجيا المعابر الحدودية مع شمال العراق بالتنسيق مع الحكومة المركزية العراقية وإيران.
ومن المتوقع أن يزور رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بغداد يوم الأحد للقاء العبادي.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)