برازيليا، 16 أكتوبر/تشرين أول (إفي): تبدأ الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف غدا الاثنين أول زيارة لها إلى القارة السمراء في جولة تشمل جنوب أفريقيا وموزمبيق وأنجولا، تمضي خلالها على خطى سلفها الرئيس السابق لولا دا سيلفا الذي حرص على توطيد العلاقات مع أفريقيا.
وقالت مصادر من الرئاسة البرازيلية إن روسيف ستصل إلى بريتوريا في جنوب أفريقيا الاثنين وستبدأ أجندتها الرسمية الثلاثاء.
ومن المقرر أن يستقبل رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما نظيرته البرازيلية في أول الأمر، ثم ستشارك فيما بعد في قمة مجموعة (إيبسا) التي تضم الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا.
وستبحث قمة (إيبسا) ضمن موضوعات عديدة الأزمة المالية العالمية والحلول التي ستقترحها هذه الدول في قمة مجموعة العشرين المقبلة التي ستعقد في مدينة كان الفرنسية الشهر المقبل.
ويتضمن جدول الأعمال مراجعة مشروعات التعاون الثلاثي في مجالات الدفاع والطاقة والعلوم والتكنولوجيا، وفقا لما أفادت به مصادر دبلوماسية برازيلية.
وقد يعني هذا استئناف المناقشات لإطلاق قمرين صناعيين لأغراض علمية، وهو المشروع الذي تم بحثه خلال الاجتماع الأخير لمجموعة (إيبسا) والذي عقد في برازيليا العام الماضي، طبقا لوسائل الإعلام البرازيلية.
وبعد قمة منتدى (إيبسا)، ستقوم روسيف بزيارتين إلى موزمبيق وأنجولا اللذين يتحدثان اللغة البرتغالية وشريكي البرازيل الرئيسيين في أفريقيا واللذين كثف لولا معهما التعاون خلال السنوات الأخيرة.
يشار إلى أن لولا أجرى 12 زيارة لما يقرب من 30 دولة أفريقية خلال السنوات الثمانية التي تولى فيها الرئاسة البرازيلية في إطار سياسة دفع التعاون جنوب-جنوب وبسبب الدين الذي يعتبر أن البرازيل مدينة به لأفريقيا التي خرج منها الملايين من العبيد السود قاصدين بلده.
وكانت موزمبيق تحديدا آخر بلد أفريقي قام لولا بزيارته عندما كان رئيسا للبرازيل، وذلك في نوفمبر/تشرين ثان الماضي، وستكون المحطة الثانية بجولة روسيف التي ستجري أجندة رسمية في مابوتو الأربعاء المقبل حيث ستجتمع مع مسؤولين بالبلد الأفريقي.
كما ستشارك في إحياء الذكرى الخامسة لوفاة أول رئيس موزمبيقي سامورا ميشيل لاعتباره أحد أبطال الاستقلال عن البرتغال في عام 1975.
يذكر أن للبرازيل مصالح في موزمبيق في قطاعات التعدين والصناعات اللوجيستية والطاقة، فضلا عن تطويرها للعديد من مشروعات التعاون في مجالي الصحة والتعليم.
وكان لولا قد افتتح في آخر زيارة له دورات التعليم عن بعد بالجامعة المفتوحة في البرازيل وقام بزيارة مصنع لأدوية الإيدز يتم تشييده بأجهزة وإشراف فني برازيلي.
ومن المقرر أن تقوم الرئيسة البرازيلية الخميس المقبل بزيارة رسمية إلى أنجولا حيث ستشارك في مأدبة غداء عمل مع نظيرها خوسيه إدوارو دوس سانتوس وستلتقي برجال أعمال برازيليين مقيمين في البلد الأفريقي.
وتعتبر أنجولا واحدة من الشركاء التجاريين الرئيسيين للبرازيل في القارة الأفريقية حيث ارتفعت قيمة عمليات التبادل التجاري بين البلدين خلال عام 2010 إلى مليار و441 مليون دولار، طبقا لبيانات رسمية برازيلية.
وتجري الشركات البرازيلية أعمالا في مجالات النفط والتعدين والتشييد المدني بصفة أساسية، كما تدفع الحكومة بأجندة تعاون موسعة.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة البرازيلية رودريجو باينا في مؤتمر صحفي أن البلدين يتفاوضان حول التعاون في محاربة المخدرات، استجابة للقلق المتزايد من تحول البرازيل وأفريقيا مؤخرا إلى طرق هامة لتهريب الكوكايين إلى السوق الأوروبي.
وتتناقش حكومتا البلدين حول اتفاقات تعاون أخرى في مجالات الجيولوجيا والتعدين، والأمن الاجتماعي وتأهيل الدبلوماسيين. (إفي)