وفقًا لما جاء في تقرير توجهات الطلب العالمي على الذهب الصادر عن مجلس الذهب العالمي، فقد سجل الطلب العالمي على الذهب ارتفاعًا ليصل إلى 4,067.1 طنًا بقيمة 205.5 مليار دولار أمريكي ليتجاوز بذلك مستوى 200 مليار دولار للمرة الأولى ويسجل بذلك أعلى حجم للطلب على الطُّن منذ العام 1997، بحسب تقرير مجلس الذهب العالمي، توجهات الطلب على الذهب.
ويرجع المحرك الأساسي لهذه الزيادة إلى قطاع الاستثمار الذي بلغ حجم الطلب فيه 1,640.7 طنًا بزيادة نسبتها 5% عن العام 2010 وبقيمة بلغت 82.9 مليار دولار، وقد شكلت الهند والصين وأوروبا الأسواق الرئيسة للطلب الاستثماري على الذهب في العام 2011.
وواصلت البنوك المركزية التوجه الذي تبنته في عام 2010 لشراء الذهب فارتفعت مشترياتها من 77 طنا الى 439 طنا وهو ما يعكس الحاجة الى تنويع الأصول وتقليل الاعتماد على عملة أو اثنتين من العملات الأجنبية وإعادة موازنة الاحتياطيات "وهو ما يؤدي في النهاية إلى حماية الثروات القومية لبلدان تلك البنوك".
واشار التقرير الى ان الارقام المسجلة في 2011 تؤكد وجود عاملين مهمين يحركان زيادة الاستثمار في الذهب وهي النمو والتفاؤل على الساحة الآسيوية من جانب ورغبة الغرب في حماية الأصول في ظل حالة عدم الاستقرار من جانب آخر.
وذكر ان زيادة الطلب في اسيا تحديدا اتى بسبب زيادة الطلب الصيني وهو التوجه الذي استمر منذ عامين تقريبا "ومن المرجح أن تصبح الصين للمرة الأولى في عام 2012 أكبر أسواق الذهب في العالم قاطبة". وقال التقرير ان البيانات الاساسية للذهب ماتزال قوية في ظل تنوع قاعدة الطلب عليه "وهذا ما يقترن بنشاط محدود من جانب العرض".
واضاف ان جانب العرض شهد رقما قياسيا في 2011 لاسيما في مجال التعدين بتسجيله 2800 طن تقريبا وهي زيادة قدرها 4 في المئة مقارنة ب 2010 بينما انخفض حجم الذهب المعاد تصنيعه بنسبة 3 في المئة "واذا نظرنا إلى ارتفاع معدل الأسعار بنسبة 28 في المئة نلاحظ نضوب موارد السوق واحتفاظ العملاء بالذهب املين ارتفاع الأسعار مستقبلا".
وعن المشغولات الذهبية لفت التقرير الى ان قيمة الطلب عليه شهد رقما قياسيا في 2011 بقيمة بلغت حوالي 99 مليار دولار نتيجة الاعتقاد السائد في كل من الصين والهند بقيمة المشغولات الذهبية كعنصر ثمين في حد ذاتها اضافة الى قيمتها المعنوية وهو ما يفسر زيادة الطلب العالمي على المشغولات رغم ارتفاع الاسعار وتقلب العملات وتراجع قيمة الدولار.
وافاد بان العوامل الرئيسية المؤثرة في استثمارات الذهب هي الزيادة الهائلة في الطلب من قبل صناديق الاستثمار المتداولة في البورصات والتي سجلت 86 طنا في الربع الاخير من 2011 مقارنة ب 22 طنا فقط في نفس الفترة من 2010.واكد استمرار السبائك والعملات الذهبية في تحقيق أداء قوي ليمثل عاملا اخر من زيادة الطلب الاستثماري حيث ارتفع ببنسبة 24 في المئة ليسجل حوالي 1480 طنا في 2011.
وتشير التوقعات الى استمرار المستثمرين حول العالم في الحفاظ على ممتلكاتهم من الذهب في ظل عدم وجود اي مؤشرات ايجابية قريبة تنتشل الاقتصاد العالمي من كبوته التي يعاني منها منذ اندلاع الازمة المالية العالمية في 2008.