بدأت الأسواق الأسيوية تعاملات اليوم الأول من 2012 في المناطق الخضراء مستفيدة من الإشارات التي أفادت بأن القطاع الصناعي في الصين و الهند قد نما بوتيرة أفضل من القراءة السابقة و التوقعات، هذا وسط ترقب المستثمرين لمؤشر مدراء المشتريات في بريطانيا خلال الشهر الماضي مع توقعات بتراجع وتيرة الانكماش، و لكن تبقى الأعين مسلطة على اجتماع كلا من الرئيس الفرنسي و المستشارة الألمانية في التاسع من الشهر الجاري.
جاءت التأكيدات اليوم على الاجتماع الأول في 2012 بين الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي و المستشارة الألمانية ميركل انجيلا لمناقشة أزمة الديون السيادية التي تجتاح منطقة اليورو، فمن المقرر أن الرئيس ساركوزي مع ميركل في برلين في التاسع من كانون الثاني و هذا قبل قمة بين الاتحاد الأوروبي في بروكسل في وقت لاحق من هذا الشهر.
من المتوقع أن يجتمع القادة لعدة مرات قبل القمة لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل خططهم لتعزيز التكامل الاقتصادي في منطقة اليورو، و جاء الاعلان الأخير عن الاجتماع الثنائي بعد عدد من من التوقعات المتشائمة لعام 2012 من صانعي القرار في أوروبا، بما في ذلك انجيلا ميركل، و دارت أغلبية التوقعات بان عام 2012 سيكون صعبا.
يترقب المستثمرين اليوم مؤشر مدراء المشتريات الصناعي في المملكة المتحدة خلال الشهر الماضي مع توقعات بتسارع وتيرة الانكماش، فقد انكمش أداء القطاع الصناعي البريطاني بوتيرة عميقة خلال الأشهر الثلاثة الماضية بعد السياسات التقشفية الصارمة التي أقرتها الحكومة الائتلافية لمحاربة الارتفاع الكبير في عجز الميزانية العمومية و تفادي أزمة الديون السيادية التي أطالت منطقة اليورو.
كان لهذه التخفيضات العميقة في الإنفاق العام أثر كبير على مستويات النمو في البلاد ، خاصة بعد أن تراجعت الصادرات بشكل كبير بعد الشلل الكبير في أداء القطاع الصناعي و التراجع الحاد في مستويات الطلب العالمي على المنتجات الصناعية البريطانية ، خاصة بعد الإشارات السلبية التي قدمتها الاقتصاديات العالمية على رأسها الصين و الولايات المتحدة خلال الأشهر القليلة الماضية.
يتوقع أن يسجل مؤشر مدراء المشتريات الصناعي انكماشا بمقدار 47.3 خلال شهر كانون الأول مقارنة بقراءة الشهر الماضي بمقدار 47.6.
تواجه المملكة المتحدة عاما صعبا للغاية خاصة مع التوقعات بانكماش الاقتصاد بوتيرة كبيرة خلال النصف الأول من العام الجاري، و ذلك نتيجة لتفاقم أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو و ارتفاع الديون العامة لمستويات قياسية ، و هذا ما يهدد بخسارة البلاد للتصنيف الائتماني الممتاز.
ينتظر المستثمرين قبيل بيانات قطاع الصناعة البريطاني بيانات العمالة في ألمانيا، إذ من المتوقع أن ينخفض التغير في معدل البطالة خلال كانون الأول إلى -10 ألف مقارنة بالقراءة السابقة -20 ألف، في الوقت الذي يقدر أن يبقى معدل البطالة عند 6.9%.
يعد اداء سوق العمل في ألمانيا غير مرضي على الإطلاق خاصة بعد أن ارتفع خلال الشهر الماضي لأول مرة منذ عامين بعد الانكماش الذي سجله القطاع الصناعي في البلاد التي تعد صناعية في الدرجة الأولى و وسط انخفاض مستويات الثقة في مناخ الأعمال.
و بإلقاء نظرة عامة عن أداء اليورو مقابل الدولار الأمريكي الذي انتعش ببداية التعاملات الصباحية ليسجل مستويات عالية عند 1.3007 وسط المحاولات لتغطية الخسائر التي سجلها خلال الأسبوع الماضي، و يتداول الزوج حاليا حول مستويات 1.2985 و سجل الأدنى عند 1.2930 مقارنة بسعر الافتتاح عند 1.2935.
عزيزي القارئ، تبقى الأنظار مسلطة اليوم على البيانات الاقتصادية البريطانية و الألمانية على الرغم من انخفاض أهميتها وسط تفاقم أزمة الديون السيادية إذ من المتوقع اليوم أن يكون هنالك تصريحات عن الأزمة ببداية تعاملات 2012.