اسطنبول، 13 أكتوبر/تشرين أول (إفي): انتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اليوم ما وصفه بـ"عجز" مجلس الأمن الدولي على حل الأزمة السورية، وهو الموقف الذي حظى بتأييد وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله.
وقال اردوغان "مجلس الأمن يفقد شرعيته سريعا بين أولئك الذين يعانون والمهمشون في أماكن أخرى بالعالم، في ظل عدم وجود سياسة فعالة له تجاه سوريا".
جاءت تصريحات رئيس الوزراء التركي في إطار كلمته بالمنتدي العالمي في اسطنبول، مشبها موقف مجلس الأمن الآن بدور الأمم المتحدة غير الفعال منذ 20 عاما في احرب الاهلية في البوسنة، عندما لم يتمكن من منع مذابح سربرنيتسا وتوزلا.
وتعوق روسيا التي تمتلك حق الفيتو في مجلس الأمن اتخاذ أي تحرك صارم ضد النظام السوري الذي تربطه علاقة وثيقة مع موسكو.
وفي موقف مماثل، وصف وزير الخارجية الالماني جيدو فيسترفيله دور مجلس الأمن تجاه الازمة السورية بـ"المجمد" و"المسدود".
وقال فيسترفيله في مؤتمر صحفي في اسطنبول اليوم "اتفق مع الانتقادات حيال الوضع المجمد لمجلس الأمن، وغدا ستتاح لي الفرصة لكي أعرب لنظيري الروسي عن أن هذا الموقف جدير حقا بالانتقاد".
وكان فيسترفيله قد التقى في وقت سابق نظيره التركي أحمد داوود أوغلو، لدى العودة من زيارة رسمية للصين، للتعبير له عن تضامن ألمانيا ودعمها لتركيا في أزمتها مع سوريا.
كما عقد فيسترفيله وداوود أوغلو لقاء مشتركا مع المبعوث الدولي إلى دمشق الاخضر الابراهيمي، الذي يزور اسطنبول أيضا، وكذلك عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري.
وقال الوزير الألماني "عمل الابراهيمي هام للغاية؛ نعول على النشاط الدولي ونأمل أن يكون على قدر آمال الناس" في سوريا.
وأعرب فيسترفيله عن تأييده التام لتركيا في الحادث الاخير الخاص بالطائرة السورية، والذي أثار أيضا انتقادات الجانب الروسي.
كانت تركيا قد أجبرت الأربعاء الماضي طائرة سورية على الهبوط في أنقرة وصادرت جزءا من حمولتها قالت إنها "مواد عسكرية"، وكانت في اتجاهها لوزارة الدفاع السورية.
وأكد مصدر رفيع المستوى بالحكومة التركية اليوم لـ(إفي) أن تركيا تعتبر انه من غير المقبول، بحسب تشريعات الطيران المدني، نقل مواد عسكرية من أي نوع، وليس فقط السلاح، في طائرات للركاب المدنيين.
وأشار الى أن الكلمة التي استخدمها أردوغان لوصف الشحنة التي تمت مصادرتها تشير إلى أن جميع أنواع العتاد العسكري، وليست فقط الذخائر، كما فسرتها بعض الصحف الدولية.
وقال فيسترفيله إن "تركيا لديها الحق في إجراء مثل هذا النوع من التفتيش إذا اشتبهت بوجود مواد عسكرية".
وأعرب داوود أوغلو عن شكره لألمانيا في مؤتمر صحفي مشترك، مجددا تأكيده على أن تركيا تشعر بدعم كامل من حلف شمال الاطلسي (الناتو) من التوترات مع سوريا.
وقال إن "حدود تركيا مع سوريا هي أيضا حدود الناتو ولها نفس قيمة الحدود النرويجية".
وشدد على أن تركيا ستستمر في الرد بشكل فوري على اي عتداء من الجانب السوري.
وكانت مقاتلتان تركيتان من طراز "اف 16" قد حلقتا بشكل مباشر تجاه الحدود، بعد أن قامت مروحية سورية بالاقتراب من المجال الجوي التركي، لملاحقة مسلحين على ما يبدو.
وأكدت مصادر بالحكومة التركية لـ(إفي) ان المقاتلتين لم تتوغلا في الاراضي السورية.
ونشرت تركيا في الايام الماضي اكثر من 250 دبابة على طول 900 كلم من الحدود مع سوريا وعززت قاعدتها الجوية في منطقة ديار بكر الجنوبية بـ25 مروحية إضافية من طراز "اف 16".
ومنذ سقوط قذيفة من سوريا على آقشتة قلعة التركية والتي أدت لمقتل خمسة مدنيين، وصل مستوى التوتر بين دمشق وأنقرة لمستوى غير مسبوق.
وتتواصل المعارك بين القوات الحكومية والمعارضة السورية في المناطق الحدودية، في حين أن هناك 14 ألف مدني سوري ينتظرون العبور إلى تركيا، التي يوجد في أراضيها 98 لاجئا. (إفي)