بيروت (رويترز) - قال الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله يوم الجمعة إن الحزب سينسق مع الدولة السورية والأمن العام اللبناني للمساعدة في إعادة اللاجئين السوريين الذين يريدون العودة إلى بلادهم.
وأضاف نصر الله الذي يقاتل حزبه المدعوم من إيران إلى جانب دمشق "نحن أمام تحول كبير وانتصار كبير جدا في جنوب سوريا" حيث يحقق الجيش مكاسب سريعة ضد المسلحين.
وبعدما استعاد الجيش السوري وحلفاؤه المزيد من الأراضي في سوريا، كثف المسؤولون اللبنانيون دعواتهم لعودة اللاجئين إلى أجزاء من سوريا هدأ فيها العنف.
وقال نصر الله إن حزب الله سيشكل "لجانا شعبية في مختلف المناطق للتواصل مع النازحين لمن يرغب، نحن لا نريد أن نلزم أحدا، نحن نريد أن نقدم هذه المساعدة الإنسانية الوطنية التي تخدم الشعبين اللبناني والسوري".
وأضاف في خطاب تلفزيوني "نحن في حزب الله وأمام مجموعة تعقيدات في معالجة هذا الملف وانطلاقا من طبيعة علاقتنا الجيدة والمتينة والقوية بطبيعة الحال مع الدولة السورية وكوننا أيضا جزءا من الوضع الموجود في لبنان نحن نريد أن نستفيد من هذه الحيثية لمد يد المساعدة".
وقال "سنشكل لوائح ونعرض هذه اللوائح على الجهات المعنية في الدولة السورية وبالتعاون مع الأمن العام اللبناني الذي هو الجهة المعنية، نتعاون سويا لإعادة أكبر عدد ممكن من النازحين السوريين الذين يرغبون بالعودة الآمنة الطوعية".
ومضى يقول "نحن جاهزون للمساعدة إن شاء الله وسنستمر في هذه المساعدة إلى أن يتم حسم هذا الأمر سياسيا ورسميا بين الحكومتين اللبنانية والسورية".
وترى الأمم المتحدة أن الظروف الملائمة لعودة اللاجئين إلى سوريا لم تتوفر بعد وهو رأي تدعمه دول مانحة. ولم تحقق جهود دعمتها الأمم المتحدة لإبرام اتفاق سلام تقدما يذكر فيما يواصل الرئيس بشار الأسد حملاته العسكرية لهزيمة خصومه.
وقدم حزب الله، وهو جماعة شيعية، دعما حيويا للجيش السوري في الحرب وساعده على استعادة أجزاء كبيرة من البلاد.
وقالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن الصراع المستمر منذ سبع سنوات أدى الى تشريد 11 مليون سوري من ديارهم، بما في ذلك أكثر من مليون لاجئ إلى لبنان يعادلون نحو ربع سكان البلاد. وتقول الحكومة اللبنانية إنها تستضيف 1.5 مليون لاجئ سوري في أنحاء البلاد.
ويقيم أغلبهم في مخيمات مؤقتة في فقر مدقع ويواجه هؤلاء أحيانا خطر الاعتقال بسبب القيود المفروضة على الإقامة القانونية والعمل.
واتهم نصر الله "جهات دولية ومحلية" بتخويف النازحين السوريين من العودة إلى بلادهم.
كان وزير الخارجية جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر الحليف السياسي لحزب الله قد ضغط من أجل عودة المزيد من اللاجئين واتهم المفوضية في وقت سابق هذا الشهر بمنع السوريين من العودة.
وتنفي المفوضية هذا قائلة إنها تدعم العودة الآمنة وتحترم القرارات الفردية بالعودة في حين عبر مانحون دوليون رئيسيون للبنان عن استيائهم مما وصفوه "بالاتهامات الباطلة" الموجهة للمفوضية.
كان رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري الذي يعارض الحكومة السورية قد قال إن لبنان ضد العودة القسرية للنازحين.
ووصف الرئيس اللبناني ميشال عون، تدفق اللاجئين السوريين وأغلبهم من السنة، بأنه يشكل تهديدا وجوديا للبنان الذي يحافظ على توازن هش بين الطوائف الدينية المتعددة.
وغادر نحو 400 لاجئ منطقة عرسال الحدودية اللبنانية يوم الخميس في حالة نادرة لعودة اللاجئين. ويشكل هؤلاء جزءا صغيرا من بين 50 ألفا يعيشون في البلدة.
وقال اللواء عباس إبراهيم مدير عام الأمن العام اللبناني إن هذه الدفعة تشكل المرحلة الأولى من آلاف يريدون العودة إلى ديارهم.
وقال عهد كلكوش وهو عضو في هيئة تمثل اللاجئين السوريين في البلدة إن أغلبية اللاجئين في عرسال لن يعودوا إلا تحت إشراف من الأمم المتحدة خشية الاضطهاد في سوريا.
(إعداد ليلى بسام للنشرة العربية- تحرير مصطفى صالح)