يواصل قطاع المنازل الأمريكي إصدار المزيد من البيانات والأخبار الاقتصادية الجيدة، وذلك مع اقتراب العام الجاري 2011 من نهايته، إلا أن البنك الفدرالي الأمريكي يواصل التأكيد -على الرغم من ذلك التحسن- على أن أنشطة قطاع المنازل لا تزال ضعيفة، بل وتقبع ضمن مستويات مخيبة لآمال، علماً بأن قطاع المنازل الأمريكي أصدر اليوم الثلاثاء تقرير المنازل المبدوء إنشائها وتصريحات البناء والخاص بشهر تشرين الثاني/نوفمبر، بأعلى من التوقعات.
حيث شهدنا ارتفاع مؤشر المنازل المبدوء إنشائها خلال تشرين الثاني/نوفمبر بنسبة بلغت 9.3 بالمئة، ليصل إلى معدل سنوي مقداره 685 ألف وحدة سكنية، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي تم تعديلها إلى انخفاض بنسبة 2.9 بالمئة أي بمعدل سنوي بلغ 627 ألف وحدة، وبأعلى من التوقعات التي بلغت ارتفاعاً بنسبة 1.1 بالمئة، أي بمعدل سنوي مقداره 635 ألف وحدة سكنية.
أما مؤشر تصريحات البناء -ذلك المؤشر الذي يعطي نظرة مستقبلية لمستويات الطلب على المنازل الأمريكية- فقد ارتفع بنسبة 5.7 بالمئة، ليصل إلى معدل سنوي مقداره 681 ألف وحدة سكنية خلال تشرين الثاني/نوفمبر، بأفضل من التوقعات التي بلغت انخفاضاً بنسبة 1.4 بالمئة أي بمعدل سنوي يبلغ 635 ألف وحدة سكنية، وبالمقارنة مع القراءة السابقة والتي تم تعديلها إلى ارتفاع بنسبة 9.3 بالمئة أي بمعدل سنوي 635 ألف وحدة سكنية.
ولا بد لنا من الإشارة إلى أن قطاع المنازل الأمريكي شهد تحسناً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، إلا أن ذلك التحسن يبقى رهينة ارتفاع معدلات البطالة في البلاد، وتشديد شروط الائتمان، ناهيك عن ارتفاع قيم حبس الرهونات العقارية، علماً بأن البيانات التي صدرت مؤخراً عن الاقتصاد الأمريكي أظهرت استمرار عجلة التعافي والانتعاش في الولايات المتحدة الأمريكية، بل استمرار تلك العجلة بوتيرة معتدلة، عقب تباطؤ شهدته في الربع الثالث.
حيث أن ارتفاع قيم حبس الرهن العقاري سيبقى الضاغط الأكبر على الأنشطة الاقتصادية في قطاع المنازل، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن ضعف مستويات الطلب في مختلف قطاعات الاقتصاد لا يزال يعمل على إثقال كاهل أنشطة الاقتصاد الأمريكي بشكل عام.
هذا وقد أشار الاقتصاد الأمريكي خلال الأسبوع الماضي ارتفاعاً في طلبات القروض العقارية خلال الأسبوع المنتهي في التاسع من كانون الأول/ديسمبر بنسبة 4.1%، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت ارتفاعاً بنسبة 12.8 بالمئة، مما يشير إلى أن التحسن الذي يلاقيه قطاع المنازل في الوقت الحالي ما هو إلا انعكاس لتحسن مستويات الطلب على الرهونات العقارية.
وهنا نؤكد على أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال يسير على خطى التعافي التدريجي من الأزمة المالية الاسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، في حين أنه من المحتمل أن تطول مرحلة التعافي بعض الشيء وسط العوائق التي تقف أمام الاقتصاد الأمريكي، وذلك إلى أن يصل الاقتصاد إلى مرحلة الاستقرار بحلول النصف الثاني من العام المقبل...