لشبونة، 20 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): بات كريستيانو رونالدو يمثل مصدر السعادة الوحيد للشعب البرتغالي الذي يعاني من ويلات أزمة اقتصادية حادة في السنوات الاخيرة، حيث حمل على عاتقه مسئولية إسعاد الملايين من ابناء وطنه عن طريق معشوقته كرة القدم.
فبخلاف الظروف المعيشية الصعبة التي تؤرق المواطن البرتغالي، كانت أهم أحلامه في رؤية المنتخب ببطولة كأس العالم في البرازيل الصيف المقبل بمهب الريح لولا الرجل الخارق "CR7".
فقد لعب هداف وأيقونة ريال مدريد الإسباني دور البطولة منفردا في مواجهتي ذهاب وإياب الملحق الأوروبي المؤهل للمونديال امام منتخب السويد القوي الذي يقوده الهداف زلاتان إبراهيموفيتش، ونجح في حسم الأمور لصالح "برازيل أوروبا" بنتيجة إجمالية 4-2 موزعة على المباراتين، ليواصل تألقه في مشوار التصفيات الطويل.
في لشبونة كانت اجواء مباراة الذهاب معقدة، واللقاء يسير في طريقه نحو التعادل السلبي بسبب الدفاع الاسكندنافي المحكم، لكن "صاروخ ماديرا" كان عند الموعد، ونجح في تسجيل هدف الفوز في الوقت القاتل بالدقيقة 82 برأسية جميلة، ليبقي على حظوظ البرتغال في رحلة الإياب المحفوفة بالمخاطر.
في الإياب لم يعبأ كريستيانو بالضغوط الجماهيرية في السويد، ولم يواصل تألقه فحسب، بل ضاعفه ووصل به الى الذروة بعد أن سجل "هاتريك" بفضل سرعته الخارقة وبراعته على إنهاء الهجمات المرتدة بإتقان، باعتراف خصمه زلاتان نفسه، الذي صفق له بعد تسجيله للهدف الثاني، وعقب المباراة صرح "رونالدو هو الأفضل في الهجمات المرتدة، اذا سنحت له ثلاث فرص سيسجل هاتريك بالتأكيد".
وأثلج هذا الانتصار صدور المواطنين البرتغاليين الذين سيتمكنون من مشاهدة منتخبهم في المونديال، مما سينسيهم قليلا مرارة الاجراءات التقشفية المفروضة عليهم منذ 2011 من قبل الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي.
وعانى المواطن البرتغالي كثيرا في الاعوام الاخيرة مع وصول نسبة البطالة الى 15.6% واستمرار سياسة استقطاعات الرواتب والمعاشات وخفض ميزانيات التعليم والصحة، لكن هذا لم يشغله عن مؤازرة المنتخب، خاصة في وجود الملهم رونالدو.
ففي ساعة مبكرة من صباح اليوم، وبالتحديد في الساعة الخامسة فجرا بتوقيت البرتغال، احتشد مئات المواطنين بمطار لشبونة لاستقبال افراد المنتخب، وتوجيه تحية خاصة وحارة لصانع البهجة وتاجر السعادة، ابن مدينة ماديرا.
وكانت كلمة "رونالدو" الأكثر ترديدا في طرقات البلد الأوروبي ومطاعمها ومقاهيها بين الأمس واليوم، فكعادته صار حديث الجميع ومصدر فخر لبني وطنه، وذلك لأنه يقدم مع المنتخب نفس أدائه الخرافي مع ريال مدريد.
وواصل بذلك البرتغاليون موقفهم الداعم لرونالدو بعد ايام قليلة فقط من مساندتهم له عقب سخرية السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا منه، الذي رد على الإهانة في الملعب بتسجيل المزيد من الاهداف، والاحتفال بطريقة "أنا أرد هنا".
ووصل الحال بمشجعي الكرة في البرتغال لاعتبار رونالدو أفضل لاعب في تاريخهم، وحتى أفضل من "بيليه أوروبا" إوزيبيو الذي نال المركز الثالث مع البرتغال في مونديال 1966 ومن الأسطورة لويس فيجو.
كما يعتبرون أن حصوله على كرة ذهبية واحدة عام 2008 يفتقد للعدل، لذا فهم الداعمون الأكبر لحملة استعادة الجائزة هذا العام. (إفي)