مدريد، 29 فبراير/ شباط (إفي): تعتزم مؤسسة البيت العربي الثقافية بالعاصمة الإسبانية مدريد، تنظيم احتفالية احتفاءا بإبداعات السينما العربية من المحيط للخليج، خلال شهر مارس/آذار.
يتضمن برنامج احتفاليات إبداعات السينما العربية عرض عدد من أهم الأفلام التي أخرجها سينمائيون عرب أمثال يسري نصر الله (مصر)، محمد الدراجي (العراق)، إيليا سليمان (فلسطين)، ورشيد بوشارب (الجزائر).
ويعرض لنصرالله "إحكي يا شهرزاد"، بطولة منى ذكي وحسن الرداد وسوسن بدر، ويتناول المتغيرات في المجتمع المصري في السنوات الأخيرة بصورة تتميز بالحدة والجرأة والمباشرة بصورة غير مسبوقة، ويختلف الفيلم كثيرا عن أسلوب المخرج صاحب أفلام "باب الشمس" و"جنينة الأسماك" و"المدينة".
ويعرض للدراجي "ابن بابل" الحائز على العديد من الجوائز العالمية، وتدور أحداثه شمال العراق، عام 2003 بعد مرور ثلاثة أسابيع على سقوط صدام حسين، حول قصة أحمد، صبي كردي (12 عاما)، ويعيش مع جدته، التي تسمع أن بعض أسرى الحرب وجدوا أحياء في الجنوب، فتقرر أن تعرف مصير ابنها المفقود، الذي لم يعد إلى منزله قط منذ حرب الخليج عام 1991.
وطوال الرحلة من جبال الشمال إلى أراضي بابل، كانا يستوقفان العربات ليركبا مجانا متطفلين على الأغراب، والتقيا بالكثير من الرحالة من أمثالهما، يقومون برحلات مشابهة. فأخذ أحمد يتبع خطى منسية لأب لم يعرفه قط محاولا فهم ما تبحث عنه جدته، وأثناء الرحلة، ينمو الولد وينضج.
الفيلم انتاج مشترك بين العراق ومصر والإمارات وبريطانيا وفلسطين وهولندا وفرنسا. وسبق أن فاز الفيلم بالجائزة الكبرى لمهرجان إشبيلية الدولي للسينما الأوروبية أواخر العام الماضي، كما فاز بجائزة "العفو الدولية" في مهرجان برلين السينمائي.
وللفلسطيني إيليا سليمان يعرض "الزمن الباقي سيرة الحاضر الغائب"، الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان عام 2009 ، ويحكي الفيلم وهو عبارة عن سيرة ذاتية يشارك المخرج بدوره فيها قصة الحياة اليومية لأسرة فلسطينية منذ عام 1948 الى اليوم ومن خلالها لهموم أجيال من الفلسطينيين.
ويتميز أسلوب سليمان بالسخرية الكاريكاتورية في معالجته لمشاهد تتعلق بالعيش اليومي لأسرته في مدينة الناصرة.
ويعرض للجزائري رشيد بوشارب "أيام المجد" أو "بلديون"، الذي حصل أبطاله الاربعة جمال ديبوز وسامي ناصري ورشدي زيم وسامي بو عجيلة بجائزة أحسن ممثل لأول مرة في تاريخ مهرجان كان عام 2006 ، كما حصل على إشادة كبيرة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في نفس العام.
الفيلم انتاج مشترك بين فرنسا والجزائر والمغرب، وقد رشح لتمثيل الجزائر في الأوسكار كأفضل فيلم أجنبى نفس العام أيضا، وتدور الاحداث في أربعينيات القرن العشرين أثناء الحرب العالمية الثانية بعد سقوط فرنسا في قبضة الجيش الالماني وسعي الحلفاء لتحريرها.
ويصور الفيلم كيف قامت حملة في الريف الجزائري ومناطق البربر في المغرب وغيرها لتجنيد عشرات الالاف من الشباب للقتال في صفوف الجيش الفرنسي من أجل تحرير فرنسا تحت شعار" انقذوا فرنسا". والفيلم في معظمه ناطق باللغة العربية.
يذكر أن البيت العربي هو مؤسسة تم إنشاؤها في إسبانيا في يوليو/تموز 2006 بهدف دعم الدراسات العربية والإسلامية والمساهمة في إقامة جسر بين العالمين العربي والإسلامي وبين إسبانيا وأوروبا.
وتنظم المؤسسة على مدار العام عددا كبيرا من الفعاليات الثقافية التي تسعى إلى تعزيز التبادل الثقافي بين الجانبين. (إفي)