موسكو (رويترز) - بعد أن نسج المخرج في سياقها الكثير من الايحاءات والاسقاطات على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أحدثت الرؤية المعاصرة لمسرحية روسية كلاسيكية من القرن التاسع عشر استقطابا وأثارت اعجاب وغضب كثيرين من مشاهديها في موسكو.
وتدور مسرحية (بوريس جودونوف) عن قاتل مغتصب للحكم تحول الى قيصر لا يرحم.
انقسم الرأي العام حول المسرحية بنفس الطريقة التي حدثت مع فيلم (لفياثان) الذي رشح للاوسكار والمسرحية والفيلم يثيران الكثير من التساؤلات حول منظور الشعب الروسي للحياة وانخرط البعض في الدفاع عنهما كأعمال فنية صادقة تميل الى الواقعية بينما يرى آخرون انهما يحطان من مكانة روسيا في وقت تحتاج فيه البلاد لمن يدافع عنها في مواجهة هجمة غربية شرسة.
كتب مسرحية )بوريس جودونوف) الشاعر الروسي الشهير الكسندر بوشكين وهي تعيد المشاهد الى أحداث تاريخية جرت في روسيا في القرن السادس عشر وأعادها المخرج قنسطنطين بوجومولوف (39 عاما) الى عالم اليوم وطعمها بالكثير من الحيل التي تنتمي الى عالم الوسائط المتعددة والمحادثات الحميمة على موقع سكايب.
في بداية المسرحية حين يعلم الناس بأن جودونوف قتل الوريث الشرعي للحكم تعرض على شاشة كبيرة بشكل متكرر وسط ضحكات خافتة متوترة من المشاهدين عبارات تقول "الشعب احتشد في الميدان الرئيسي.. الشعب ينتظر ان يخطر بماذا بعد. الشعب حثالة أخرق."
وحين يضع جودونوف التاج على رأسه تظهر على الشاشة مقاطع فيديو تعود لعام 2012 حين كانت قافلة بوتين تخترق شوارع موسكو الخاوية في طريقها الى الكرملين لتسلم فترة ولاية ثالثة.
لكن المخرج بوجومولوف يقول إن المسرحية لا تقصد في الاساس السخرية من بوتين بل هي نظرة على الطريقة التي ترى بها روسيا المعاصرة نفسها وكيف تتحدث عن نفسها.
وقال لرويترز "بها قدر من السخرية من الوضع السياسي بشكل عام لكنها في مجملها عن القيم الجمالية في المجتمع وكيف نتحدث عما يدور."
وبينما استقبلت المسرحية بتصفيق الحضور وهم وقوف في نهاية العرض تعبيرا عن اعجابهم لم يشارك البعض او حتى ينتظر لآخر المسرحية.
وقالت روسية وهي تنتظر دورها في طابور لتسلم معطفها الفرو قبل الخروج من مسرح لينكوم الذي تموله الدولة في وسط موسكو خلال استراحة بين فصلين "لن أتواصل أبدا مع هذا الفن الحديث. ليس له اي معنى."
وبالنسبة للمخرج الذي شارك في احتجاجات عامي 2011 و2012 ضد بوتين وأعطى صوته لمنتقد الكرملين اليكسي نافالني في انتخابات بلدية موسكو عام 2013 تعبر المسرحية عن خيبة أمله في انعدام الرغبة في التغيير في موسكو.
كان أيضا مسؤول كبير في الحكومة الروسية من بين الذين غادروا المسرح مبكرين قبل انتهاء العرض وقال وهو يتمتم في امتعاض "يصعب حقا متابعة عرض كهذا."