من أونكي نجوكا وإيما رومني وناليدي ما شيشي
بريتوريا (رويترز) - حقق حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم فوزا سهلا في الانتخابات البرلمانية بجنوب أفريقيا يوم السبت لكن بنسبة أصوات أقل مما يعكس غضب الناخبين بسبب فضائح فساد وعدم المساواة بين الأعراق وهي مشكلات لا تزال قائمة بعد 25 عاما من تولي الحزب السلطة.
وتكشف النتيجة عن أسوأ أداء انتخابي للحزب الذي انبثق عن حركة تحرر سابقة قادها الزعيم الراحل نلسون مانديلا وحكمت جنوب أفريقيا منذ أنهت أول انتخابات حرة بالبلاد حكم الأقلية البيضاء في عام 1994. ولم يفز الحزب من قبل بأقل من 60 بالمئة.
وسيكفل فوز حزب المؤتمر الوطني الأفريقي مقاعد كافية في البرلمان لمنح الرئيس سيريل رامابوسا فترة رئاسية جديدة مدتها خمسة أعوام لكنه قد يتركه دون الدعم الكافي لمواجهة منافسيه داخل الحزب الذين يعارضون إصلاحاته لتعزيز الاقتصاد ومكافحة الفساد.
وقال رامابوسا في كلمة عقب إعلان فوز الحزب "دعونا نعمل معا، السود والبيض، الرجال والنساء، الصغار والكبار، من أجل بناء بلد ينتمي إليه حقا كل من يعيشون فيه".
وأظهرت النتائج حصول حزب المؤتمر على 57.5 بالمئة من الأصوات كما تراجع التأييد لحزب التحالف الديمقراطي وهو حزب المعارضة الرئيسي.
وذكرت اللجنة الانتخابية على موقعها الالكتروني أن حزب التحالف الديمقراطي حصل على 20.8 بالمئة بينما حصل حزب المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية اليساري على 10.8 بالمئة.
وفي الانتخابات الأخيرة عام 2014، فاز حزب المؤتمر بنسبة 62 بالمئة، مقابل 22 بالمئة لحزب التحالف الديمقراطي في حين حصل الحزب اليساري على ستة بالمئة.
وذكرت اللجنة أن الإقبال في انتخابات الأربعاء سجل 66 بالمئة في انخفاض ملحوظ عن الانتخابات السابقة عام 2014 حين بلغ 73.5 بالمئة.
وتراجع عدد مقاعد الحزب في البرلمان المؤلف من 400 مقعد إلى 230 مقعدا مقابل 249 مقعدا في الدورة السابقة. وتراجع أيضا عدد مقاعد حزب التحالف الديمقراطي من 89 إلى 84 بينما زادت مقاعد حزب المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية 19 مقعدا إلى 44. وتعتمد جنوب أفريقيا على نظام التمثيل النسبي.
وقال مسؤول الاتصالات في حزب التحالف الديمقراطي مابين سيبي إن الحزب يعتبر الأرقام المعلنة "نتيجة إيجابية. لقد حققنا نموا في مناطق لم نتقدم فيها من قبل".
وقال جويدي مانتاشي زعيم حزب المؤتمر إن الناخبين منحوا الحزب "شريان حياة جديدا" مشيرا إلى أنه حقق تحسنا مقارنة بالانتخابات المحلية عام 2016 حين سجل 54 بالمئة.
وحل رامابوسا محل الرئيس الذي لاحقته الفضائح جاكوب زوما في عام 2018. وسعى لكسب ناخبي الحزب مجددا الذين انحسرت نسبة دعمهم بسبب تعثر جهود مكافحة الفساد والبطالة وعدم المساواة في الإسكان والأراضي والخدمات.
وزعم 28 حزبا صغيرا، من بين 48 حزبا شاركت في الانتخابات، وقوع مخالفات وهددت باتخاذ إجراء قانوني لكن اللجنة الانتخابية قالت إنها ستعارض ذلك. وقال مراقبون دوليون إن الانتخابات كانت حرة ونزيهة.
(إعداد معاذ عبدالعزيز للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)