من دينيس دومو
جوبا (رويترز) - قال وزير مالية جنوب السودان إن بلاده التي تمزقها الحرب بحاجة لأن يمول المانحون ما يزيد على ثلث الموازنة القادمة لكن الدول المانحة مترددة بسبب الفساد والصراع.
وقدم وزير المالية ستيفن ديو داو عرضا للميزانية البالغة قيمتها 46.5 مليار جنيه جنوب سوداني (300 مليون دولار) للسنة المالية 2017-2018 أمام سفراء الدول المانحة يوم الخميس قبل عرضها أمام البرلمان هذا الشهر.
وقال "من المتوقع أن تتجاوز الميزانية الموارد المتاحة بواقع 16.8 مليار جنيه جنوب سوداني... ستقدمها الدول المانحة". وتنتهي السنة المالية للبلاد في 31 يوليو تموز.
وتمزق الحرب الأهلية جنوب السودان الذي هجر ما يزيد على ثلث سكانه البالغ عددهم 12 مليونا منازلهم. ويعاني موظفو الحكومة والجنود من عدم دفع رواتبهم لأشهر ويؤدي التضخم الجامح إلى تلاشي قيمة النقود تقريبا.
وجمع قادة جنوب السودان وأسرهم ثروة كبيرة خلال الصراع بحسب تقرير صادر عن مجموعة سنتري الحقوقية الأمريكية التي شارك في تأسيسها الممثل جورج كلوني. وتنفي الحكومة هذا الأمر.
وقالت السفيرة الأمريكية لدي جنوب السودان ماري كاثرين "سنبذل قصارى جهدنا لدعمكم، لكن كما قلت نحن مقيدون بالصراع الدائر" وذلك حسبما أفاد تسجيل صوتي للعرض التوضيحي.
وقال داو إن الحكومة ترغب في تجنب الاقتراض من البنك المركزي لوقف انخفاض الجنيه، الذي تراجعت قيمته إلى نحو 155 جنيها للدولار. وفي 2011 حين أصبح جنوب السودان مستقلا عن السودان كان سعر صرف العملة أقل بقليل من ثلاثة جنيهات للدولار.
ويواجه إنتاج النفط في البلاد معوقات ويتعين على جنوب السودان دفع رسوم كبيرة إلى السودان من أجل استخدام بنيته التحتية لتصدير الخام.
وقال داو إن الإنتاج سيتراجع إلى نحو 110 آلاف برميل يوميا هذا العام انخفاضا من 130 ألفا. لكن السعر من المتوقع أن يدور حول 45 دولارا للبرميل ارتفاعا من 30 دولارا.
وقال داو إن من المتوقع أن تزيد الإيرادات النفطية إلى 127.2 مليار جنيه في السنة المالية 2017-2018. لكن 25.5 مليار جنيه فقط ستتبقى بعد أن يدفع جنوب السودان رسوما للسودان ويصرف دعما إلى شركة النفط الوطنية نايلبت.
وقال داو إن الإيرادات غير النفطية زادت لكن هبوط الجنيه قلص قيمتها بالدولار.
ويمول المانحون بالفعل جميع النفقات الصحية والتعليمية في جنوب السودان تقريبا. وقال السفير الياباني لدى جنوب السودان كيا ماساهيكو إنهم يرغبون في رؤية مزيد من المساءلة والإدارة المالية الجيدة.
وقال ماساهيكو "إدارة المالية العامة، إذا قمتم بها، فيمكننا دعمكم. وإذا لم تقموا بها، فلا أحد بمقدوره دعمكم".
(إعداد معتز محمد للنشرة العربية - تحرير أحمد إلهامي)