أنقرة (رويترز) - قالت وزارة الخارجية التركية يوم الثلاثاء إن تركيا أوقفت إرسال قوات إلى شمال العراق في الوقت الراهن إلا أنها لن تستجيب لطلب العراق سحب الجنود الموجودين هناك بالفعل وأصرت على أنها أرسلتهم بعلم العراق للمساعدة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية.
وأثار إرسال المفرزة التركية إلى قاعدة قرب خط المواجهة القريب من الموصل التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية جدلا جديدا حول نشر عسكريين في الحرب ضد التنظيم التي اجتذبت معظم القوى الكبرى في العالم.
وقال روسيا الغاضبة من تركيا لإسقاطها طائرة حربية روسية عند الحدود السورية الشهر الماضي إنها تعتبر وجود القوات التركية في العراق غير قانوني.
وتقول أنقرة إنها نشرت الجنود الأتراك لتدريب القوات العراقية.
وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو "إن التدريب في هذه القاعدة بدأ بعلم وزارة الدفاع والشرطة العراقية."
وقالت وزارة الخارجية إن تركيا أوقفت قبل يومين إرسال القوات وإن أنقرة لن تفعل شيئا يمس سيادة العراق الذي وصفته بانه "صديق وشقيق."
وفي الأيام القليلة الماضية نفت بغداد أنها كانت على علم بالمهمة التركية. وطلبت روسيا من مجلس الأمن الدولي عقد مناقشات خلف أبواب مغلقة في وقت لاحق يوم الثلاثاء بشأن الإجراءات العسكرية التركية في العراق وسوريا.
وقال تانجو بلجيج المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية للصحفيين إن الوزير مولود تشاووش أوغلو أكد احترام أنقرة لسلامة الأراضي العراقية في مكالمة أجراها مساء الاثنين مع نظيره العراقي ابراهيم الجعفري.
وقال المتحدث إن تشاووش "قال إن انشطتنا تهدف إلى المساعدة في جهود مكافحة داعش في العراق وأكد مجددا أن نشر الجنود توقف. لا يوجد سحب (للجنود) في الوقت الراهن لكن نشرهم توقف."
وقال أوغلو إنه يريد زيارة بغداد بأسرع وقت ممكن في محاولة لتهدئة الخلاف موضحا أن مهمة الجنود هي حماية بعثة التدريب من أي هجمات قد يشنها تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال في كلمة أمام نواب من حزب العدالة والتنمية "من يعمدون إلى تفسيرات مختلفة للوجود العسكري التركي في الموصل ضالعون في استفزاز متعمد."
*روسيا وسوريا وإيران
وبينما انصب التركيز على النزاع مع بغداد قال داود أوغلو إن التدهور الحاد في العلاقات مع روسيا ما زال على رأس جدول أعماله مشيرا إلى أن الحكومة بحثت يوم الاثنين اتخاذ إجراءات ضد موسكو.
وقال رئيس الحكومة التركية "مستعدون لعقد محادثات وأي نوع من تبادل الأفكار مع روسيا لكننا لن نسمح بإملاء أي شيء علينا."
وأَضاف "فيما يخص العقوبات الروسية سنفرض عقوباتنا اذا وجدنا ذلك ضروريا."
وفرضت روسيا مجموعة من العقوبات الاقتصادية على تركيا ردا على إسقاط الطائرة الحربية الروسية الشهر الماضي. وقال داود أوغلو إن الحكومة تتخذ إجراءات لدعم الصادرات وقطاع السياحة التركي.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم الثلاثاء إن دعم حكومته للمعارضة السورية سيستمر مجددا دعوته لإقامة "مناطق آمنة" في شمال سوريا لحماية المدنيين المشردين ولوقف تدفق اللاجئين.
وقال إردوغان "نصر على إقامة مناطق آمنة خالية من الإرهاب والتنفيذ السريع لاقتراحنا بتدريب وتجهيز المعارضة المعتدلة."
وانتقد اوغلو "إهانات وهجمات" موجهة لتركيا من داخل إيران.
ولم يحدد أي التصريحات يقصد لكنه استدرك بقوله "أن الصداقة التركية الإيرانية ستتضرر بشدة إذا استمر هذا السلوك ... أنا أعلم ان الروس والإيرانيين لا يشاركون زعماءهم هذا الموقف المعادي لتركيا."