جنيف، 6 ديسمبر/كانون أول (إفي): تعقد مجموعة (5+1) اليوم الاثنين في جنيف جولة جديدة من المحادثات مع إيران بشأن برنامج طهران النووي المثير للجدل، عقب 14 شهرا من الجمود منذ آخر لقاء بين الجانبين.
ولا ينتظر المحللون أن تثمر هذه الجولة من المفاوضات عن نتائج محددة ولكن من المأمول أن تسفر على الأقل عن التزام حقيقي بالرغبة في التفاوض.
وقد أكد مكتب الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية كاثرين أشتون يوم الجمعة الماضي، أنها ستترأس مجموعة (5+1)، خلال المحادثات بشأن الملف النووي الإيراني.
وتتكون هذه المجموعة من الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) إضافة إلى ألمانيا.
ومن جانبه، أشار وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متقي، السبت إلى أن "محادثات جنيف يومي الاثنين والثلاثاء قد تتوصل للنتائج المرجوة"، داعيا جانبي المحادثات الالتزام برغبة حقيقية في حل القضية.
وأشاد متقي بتصريحات وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون، التي أكدت فيها انه من حق طهران تطوير برنامج نووي "إذا اكدت انه باستطاعتها استخدامه بشكل مسئول طبقا للوائح الدولية".
وطالبت كلينتون من الحكومة الإيرانية بإظهار "روح التعاون البناء" في جنيف.
وبدوره، أكد كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي، الذي سيترأس وفد بلاده في محادثات جنيف، أن حقوق بلاده في المجال النووي "لا يمكن التفاوض بشأنها"، مبرزا موقف طهران الواضح قبل بدء المحادثات.
وعلى الرغم من التصريحات الإيجابية المتبادلة بين الجانبيت قبيل المفاوضات، إلا أن ثمة أجواء من التوتر خيمت كذلك على الموقف بعدما أعلنت إيران الأحد أنها وصلت إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي في إنتاج مسحوق أكسيد اليورانيوم المركز المعروف باسم "الكعكة الصفراء"، وهو المادة اللازمة لتخصيب وتوليد الوقود الحيوي النووي المستخدم في المصانع الذرية.
ونقلت وسائل الإعلام الحكومية عن مدير الوكالة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، قوله "إيران لن تواجه مشكلات في توفير اليورانيوم اعتبارا من الآن".
ويعد الاجتماع الذي ستستضيفه جنيف اليوم هو الأول بعد إقرار الأمم المتحدة لحزمة ثالثة من العقوبات الاقتصادية ضد إيران.
ومن المنتظر أن يعقد جليلي اجتماعات منفردة مع كل من أشتون وممثلي مجموعة (5+1).
وتتزايد الشكوك حول قبول الوفد الغربي لطلب إيران بخصوص أن تشهد الاجتماعات قضايا أخرى إضافة للملف النووي.
ويشير المحللون إلى أنه من المنتظر أن تعقد جولة ثانية من المحادثات بين الطرفين في أوائل العام المقبل، لكن ذلك يعتمد بشكل أساسي على نتائج جولة جنيف الأولى.
وكانت المحادثات قد توقفت في نوفمبر/تشرين ثان 2009 عقب رفض إيران مقترحا أمريكيا وروسيا وبريطانيا بمبادلة اليورانيوم الخاص بها والمخصب بنسبة 3.5% مقابل وقود نووي لمفاعل الأبحاث الإيراني.
وفي فبراير/شباط من هذا العام تجاهلت إيران تحذيرات المجتمع الدولي وبدأت في تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، مما أسفر عن توقيع حزمة عقوبات جديدة ضدها من قبل مجلس الأمن في يونيو/حزيران الماضي.
وقبل إصدار العقوبات بشهر وتحديدا في 17 مايو/آيار، وقعت إيران مع تركيا والبرازيل على اتفاق لتبادل الوقود النووي، تقوم طهران بموجبه بتسليم تركيا 1200 كجم من اليورانيوم منخفض التخصيب مقابل الحصول في غضون عام على 120 كجم من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% عن طريق روسيا وفرنسا لتأمين حاجة مفاعل طهران.
وتم تجاهل هذه المبادرة من قبل الدول الغربية، وفي مقدمتهاالولايات المتحدة، فيما ترغب طهران حاليا في أن يصبح هذا الاتفاق واحدا من ركائز المحادثات في جنيف.
ويتهم جانب كبير من المجتمع الدولي إيران باستغلال برنامجها النووي في أغراض عسكرية بهدف إنتاج ترسانة من الأسلحة الذرية، وهو ما تنفيه طهران، مؤكدة أن أهدافه سلمية بحتة وأهمها إنتاج الطاقة والأغراض العلمية.(إفي)