وباء الإيدز بدأ تينشر في الشرق الأوسط و شمال أفريقيا في الأعوام الأخيرة حسب أول دراسة من نوعها في المنطقة. ممارسة الجنس بين الرجال هو المسؤول عن انتشار هذه الأوبئة في دول مثل مصر و تونس و باكستان و السودان. هذا و تهدد الممارسات الجنسية غير الصحية و المحفوفة بالمخاطرة بتوسيع دائرة الوباء في المنطقة.
"ممارسة الجنس بين سائقي الشاحنات في المغرب و باكستان، بين السجناء في لبنان و بين أطفال الشوارع في مصر" قد يكون مسؤولا عن أوبئة الإيدز التي ظهرت في الشرق الأوسط و شمال أفريقيا حسب دراسة أجريت في قطر و التي ضمت 23 دولة من المنطقة.
هذه الدراسة الأولى من نوعها تشير أن الشرق الأوسط و شمال أفريقيا لم يعودوا مناطق محصنة ضد وباء الإيدز (نقص المناعة المكتسبة). وفقا للدراسة هذه الأوبئة بدأت بالانتشار في بدايات عام 2003 بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال (و هو مصطلح يشمل مثلي الجنس و الرجال المخنثين).
معدلات الإصابة بالإيدز تجاوزت 5% ضمن فئات معينة من السكان في دول مثل مصر و تونس و السودان، بينما في باكستان النسبة وصلت إلى 28% بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال. الباحثين أحسوا بالقلق من هذه البيانات لكنهم لم يفاجئوا، لأن هذه البيانات جمعت في السابق لكن لم يتم الإعلان عنها من ذي قبل.
انتشار فيروس الإيدز في الشرق الأوسط و شمال أفريقيا كان محدودا للغاية في السابق. و رغم أنه فقط 2-3% من الرجال في المنطقة يمارسون الجنس مع الرجال، إلا أن سلوكهم الجنسي و ممارساتهم الجنسية تساهم في نشر الأوبئة في المنطقة، فالعديد منهم يمتلك عدة شركاء يمارس الجنس معهم و في بعض الأحيان يمتلكون شركاء إناث، بينما استخدام الواقي الذكري المستمر يقل عن 25%.
الباحثين يشددون حاليا على ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة من قبل الدول المعرضة للخطر و بأسرع وقت ممكن، من أجل إيقاف توسع دائرة الوباء بين الرجال المعنيين و منعها من الانتشار إلى فئات أخرى مثل النساء، و ذلك عن طريق جعل اختبارات الإيدز سهلة المنال، توسيع نظام مراقبة الإيدز و توفير العلاجات اللازمة.
"الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال ما زالوا فئة مخبئة و مخفية في المنطقة، و هذا السلوك ما زال وصمة عار، لكن بعض البلدان تمكنوا من التعامل مع هذه المشكلة بطريقة مبتكرة، و في الوقت نفسه تجنب الحساسيات الاجتماعية و الثقافية و السياسية"، صرحت كاتبة الدراسة ممتاز غينا.
في دول مثل لبنان و المغرب هنالك منظمات غير حكومية التي تسعد هذه الفئة المخبئة من دون تدخل الحكومة. "هنالك منظمات غير حكومية فعالة للغاية ، و هذه البرامج يجب أن تتوسع في باقي دول المنطقة"، قالت ممتاز غينا.
بحلول عام 2008، الإيدز بين الرجال الذين يمارسون الجنس الشرجي كان يشكل أكثر من ربع الحالات المبلغ عنها. و بما أن بعض البلدان لا تجري مثل هذه الدراسات، ينبغي على واضعي السياسات في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا أن يقوموا "بتخصيص جهد أكبر للتصدي لهذه المخاطر الصحية المتزايدة"، أضافت ممتاز.